أشارت أصابع الاتهام إلى ضلوع استخبارات الاحتلال التركي عن استهداف الجنود الروس أمس الثلاثاء ضمن الدورية المشتركة الروسية التركية قرب جسر مدينة أريحا على طريق “M4″، في قسمه الذي يصل حلب باللاذقية، ما أدى إلى إصابة ٣ منهم وتضرر عربات كانت تقلهم.
ورأى خبراء عسكريون لـ”الوطن” أن النظام التركي يستهدف من العملية وقف تسيير الدوريات المشتركة مع روسيا لإطالة أمد فتح الطريق الدولي من حلب إلى اللاذقية أمام حركة المرور، بخلاف ما نص عليه اتفاق “موسكو” كبروتوكول إضافي لاتفاق “سوتشي” بين الطرفين والخاص بآخر منطقة “لخفض التصعيد” في إدلب.
وبين الخبراء أن النظام التركي يضع كل ثقله خلف الإرهابيين المنتشرين في إدلب من الميليشيات التابعة له إلى “جبهة النصرة” والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بها والمنشقة عنها والموالية له، ويدعم مساعيهم لمنع تطبيق اتفاقي “موسكو” و”سوتشي” ومسار “أستانا”، على الرغم من كونه ضامناً أساسياً في جميع الاتفاقيات، ويسعى لنسف كل التفاهمات و”التسويات” التي كفلت طرد الإرهابيين من إدلب والأرياف المجاورة لها وعودتها إلى حضن الدولة السورية الشرعية.
وقال الخبراء: إن أنقرة تستهدف ممارسة المزيد من الضغوط الاقتصادية على دمشق بحرمانها أو منع إفادتها من “M4″، كأهم شريان اقتصادي حيوي يربط شمال شرق البلاد بغربها والرئة الساحلية لحلب الصناعية عاصمة الاقتصاد السوري، عدا مساعيها ومخططاتها لإيجاد موطئ قدم ثابت في إدلب بغض النظر عن اتفاقاتها مع موسكو وطهران.
مصادر محلية في أريحا، أكدت ل”الوطن” ان سيناريو استهداف عربات الشرطة العسكرية ضمن الدورية المشتركة، يشير بوضوح إلى إعداد وتنفيذ محكم متورط به من جيش الاحتلال التركي المنتشر في المنطقة من خلال نقاط المراقبة التركية غير الشرعية فيها.
وأوضحت المصادر ان جيش الاحتلال التركي الذي يستطلع الطريق من بلدة “الترنبة” بريف إدلب الشرقي إلى “تل الحور” في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي تقاعس عن معاينة الطريق مكان انفجار العبوة الناسفة التي ركنت بجانب الطريق عند جسر أريحا وانفجرت عند مرور الدورية المشتركة وبالعربات الروسية حصراً عدا تخلف طيران الاستطلاع التركي الذي يراقب الطريق عن القيام بمهامه كما يجب.
وتساءلت المصادر عن سر عدم تشغيل أجهزة التشويش على القبضات والأجهزة الموجودة داخل المصفحات التركية لحماية رتل عربات الدورية المشتركة، وكذلك عن دور المصفحات التركية في تصوير مكان الانفجار وبث مقطعه فوراً إثر التفجير على مواقع التواصل الاجتماعي!
موسكو ومن جهتها، اكتفت وعلى لسان مركز المصالحة التابع لوزارة الدفاع الروسية في سورية بالإعلان عن “توقف الدوريات” في الوقت الحالي، وحملت المسلحين المسؤولية عن الوقوف وراء الاستهداف الدورية المشتركة بعبوة ناسفة، لكنها تدرك ان نظام رجب طيب أردوغان شريك للإرهابيين في كل أعمالهم العدوانية ضد القوات الروسية والجيش العربي السوري ولن تقف مكتوفة الأيدي لمحاسبة الفاعلين وفرض أجندتها في المنطقة لمصلحة الدولة السورية.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا