نافست البيوت العربية التقليدية في أحياء حلب القديمة صالات الأفراح في المدينة، لجهة رخص أسعارها ومقدرتها على الالتفاف على القرارات الخاصة بوباء كورونا ،والتي أغلقت الصالات المغلقة وخفضت نسبة إشغال المفتوحة منها.
ولمعت فكرة استثمار البيوت العربية التقليدية من أصحابها أو حتى من مستثمرين أغراهم الطرح الجديد كصالات أفراح تستقبل المحتفلين بالخطوبة والأعراس وأعياد الميلاد والمناسبات الخاصة، مع بداية عهد حلب بالإجراءات الاحترازية للتصدي لوباء كورونا وتضييق الخناق على صالات الأفراح التي صدر قرار بإغلاقها ثم فتحها مع تشديد سبل الوقاية من الفيروس المستجد.
“وحوّلت بيتي العربي الذي يحوي فناء مكشوفاً أو أرض ديار واسعة تزيد مساحتها على ١٥٠ متراً مربعاً ويحيط بها أربع غرف، إلى صالة أفراح تستقطب محبي البيوت العربية التقليدية المزركشة بعد إغلاق صالات الأفراح في المدينة، ونجحت الفكرة التي سوّقت لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولاقت إقبالاً جيداً”، يقول أبو محمد الذي يملك صالة أفراح في داره العربية بمحيط قلعة حلب التاريخية “للوطن”، ولفت إلى أن بإمكانه استمرار استثمار فناء بيته كصالة أفراح شتوية عبر تغطيته ب “جوادر” وتوفير تدفئة مناسبة.
وأوضح أحد سكان حي “البياضة” في مدينة حلب القديمة أن الأحياء المحيطة بقلعة حلب، باتت تضم الكثير من صالات الأفراح داخل بيوتها العربية الأثرية، والتي تمنع المديرية العامة للآثار والمتاحف تغيير أي من مواصفات أبنيتها التاريخية، وبعيداً عن أعين مديرية السياحة صاحبة الاختصاص في منح تراخيص كهذه ومراقبة عملها ومدى التزامها باشتراطات الوقاية من “كورونا”.
ودعا آخر إلى ترخيص هذه الصالات من مديرية السياحة كمنشآت سياحية وبشروط محددة، لفرض التزامها بشروط الوقاية من “كورونا” كي لا تكون إحد ى البؤر التي يمكن أن تنشر الفيروس في المدينة لبعدها عن مجهر الرقابة السياحية والصحية.
والحال أن ارتفاع أسعار إيجارات صالات الأفراح في حلب ووصولها إلى أرقام قياسية ناهزت ٥ ملايين ليرة سورية للحفلة الواحدة، كما في صالات الفنادق الفخمة، دفع بسكان المدينة إلى التوجه نحو صالات البيوت العربية التقليدية ذات الأجور المعقولة نسبيا (بين ٢٠٠ و٥٠٠ ألف ليرة للحفلة الواحدة)، إلا أنها غير قادرة على تلبية دعوات الأفراح الفارهة، والتي تحتاج إلى مرآب سيارات وخدمات سياحية وفندقية تعجز عن تأمينها.
وكانت البيوت العربية التقليدية في حلب، ولا سيما في منطقة الجديدة، شهدت قبل فترة الحرب على سورية وعلى حلب الشهباء إقبالاً لافتاً من المستثمرين الذين حوّلوها إلى منشآت إطعام ومبيت، ومن فئة النجوم الأربعة، استقطبت السياح العرب والأجانب .
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا