فيما يخص وفاة الشابة ليليان مقدسي أثناء إجراء عمل جراحي لها في مشفى الحكمة بطرطوس، رد الطبيبان على ما نشر بحقهما في وسائل الإعلام
يقول الدكتور الجراح محمد خليل: الألم الذي اعتصر قلبي أثناء وبعد الحادث الأليم الخارج عن إرادتنا جميعاً كان أقوى من أي كلام يمكن أن يقال، لكن حق ليليان وأهلها ومحبيها ومحبينا أن يكونوا في صورة ما حصل.. دخلت ليليان العملية بكامل حيويتها وأجريت لها الفحوص والتحاليل اللازمة التي كانت طبيعية تماماً، ثم بدأ التخدير أصولاً، ويتم الانتظار بعد التخدير مدة 10 دقائق عادة للبدء بالعمل الجراحي، لكن في حالة ليليان بعد 7 دقائق حصل هبوط الضغط والاضطرابات القلبية، وهنا بدأ فريق الإنعاش بمحاولات الإنعاش القلبي حسب الأصول ولم توفر أي فرصة أو أي إجراء، لكن للأسف من دون فائدة لم تتم الاستجابة القلبية، وتم استدعاء الخبرات القلبية والصدرية للمشاركة في محاولات الإنعاش التي لم تفلح بكل أسف وحصلت الوفاة بعد 4 ساعات من المحاولات المستمرة تم خلالها وضع الأهل الكرام بصورة ما كان يجري لمرتين ومرة مع طبيب القلبية. كل لحظة من هذا الوقت الأليم لا يمكن لأحد أن يتصور حجم الألم الذي كان يرافقنا فيها وبكينا دموعاً من القلب على هذه الشابة الجميلة، وكان الدعاء والتضرع إلى اللـه يرافقنا في كل لحظة لكن إرادة اللـه فوق كل شيء.
وأضاف: بعد الوفاة حاولنا تهدئة الأهل وبقيت معهم مدة من الزمن، لكن مصابهم كبير ومصابنا كبير، وكان الموقف عصيباً على الجميع وتمنيت البقاء مع الأهل فترة أطول، لكن بدأت ردود الأفعال العاطفية (المبررة) بالخروج عن السيطرة بسبب المصاب والألم الكبيرين.. بعدها تكون الإجراءات خاصة بالمشفى وأحسست بأنني غير قادر على الكلام أو رؤية أي شيء وجلست مدة يومين عصيبين جداً لي ولعائلتي بما يشبه الصدمة الكبيرة لأن كل مريض أو مريضة لديّ أعتبر نفسي أنهم يعنونني شخصياً بشكل كبير ويتشكل رابط قوي مع المرضى لا أحد يفهمه إلا أنا وهم وأعرف أن ليليان واحدة من مرضاي العزيزين الذين تشكلت مثل هذه الرابطة العاطفية الأبوية معهم. الرحمة لروحك الطيبة يا ليليان والصبر مرة أخرى لأهلك ولنا جميعاً.
بدوره يقول الدكتور منذر الحكيم طبيب التخدير:
دخلت ليليان غرفة العمليات الساعة العاشرة والنصف. بعد إجراء الفحوص المخبرية وكانت طبيعية وبعد إجراء تخطيط قلب وكان طبيعياً لإجراء عملية انحراف وتيرة وتجميل أنف وليس عملية ناميات، للعلم لا توجد ناميات بعد عمر عشر سنوات بعد تخدير المريضة.
وأذن الدكتور محمد خليل بحقن التخدير الموضعي مع الأدرينالين التي تتطلبها كل عمليات تجميل الأنف أو انحراف الوتيرة. بعدها يجب أن ينتظر الجراح عشر دقائق قبل البدء بالجراحة ولكن للأسف وبعد سبع دقائق بدأ القلب يتباطأ وبدأنا بالإنعاش القلبي وطلبنا استشارة أخصائي القلبية وهو الدكتور علي ماجد محمد المشهود له لكن جميع المحاولات لم تفلح. وسوف أرسل لكم محاضرة عن اختلاطات التخدير الموضعي وهي نادرة والتي تؤدي بسبب تحسس المريض إلى حدوث ما يسمى سكتة قلبية وتوقف القلب، وهذا ما حدث وهو خارج عن إرادتنا. لقد وُصفت الحالة بأنها جريمة شنعاء وهذا ظلم وسبب خروجنا من المشفى هو ردود الفعل التي أججها المرافقون وليس الأهل.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا