بعد يوم واحد من تسريب واشنطن معلومات عن مساعٍ أميركية مع دمشق لمعرفة مصير الصحفي الأميركي أوستين تايس الذي اختفى في سورية عام 2012، اعترفت ما تسمى «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي فرع تنظيم القاعدة في سورية، باعتقال صحفي أميركي آخر في إدلب.
وقال مسؤول العلاقات الإعلامية في «تحرير الشام» المدعو تقي الدين عمر: إن الصحفي الأميركي بلال عبد الكريم اعتقل أمس من «السلطات المحلية» في بلدة أطمة شمال إدلب، بعد صدور مذكرة توقيف من «الهيئة» بحقه، حسب ما ذكر موقع «زمان الوصل» المعارض.
وأشار تقي الدين إلى أن «سبب الاعتقال جاء بعد عدد من الادعاءات المحيطة بالمتهم التي يجري التحقيق فيها حالياً»، من دون توضيح تلك الادعاءات الموجهة بحقه.
ونشرت قناة «ONG» مقطع فيديو على قناتها، للطفل «جهاد»، ابن زوجة الصحفي بلال عبد الكريم، قال فيه: «إنه بعد انتهائهم من صلاة المغرب وفي المسجد الذي يقع بالقرب من فرن التقوى داخل بلدة أطمة شمال إدلب، وعندما كان الصحفي عبد الكريم وسائقه أبو محمد الحمصي يتفقدان السيارة الخاصة بهما، هاجمتهما سيارتان تتبعان لـ«أمنية تحرير الشام»، وترجّل منها مُسلحون ملثمون، وحاول بلال الهروب، ولكن مسلحي «الهيئة» تمكنوا من الإمساك به بعد توجيه السلاح إليه وانهالوا عليه بالضرب مع سائقه وكبلوا أيديهما واقتادوهما إلى جهة مجهولة وتمكنت أنا من الهروب من دون الإمساك بي».
يأتي إقرار «تحرير الشام» باعتقال الصحفي الأميركي عبد الكريم بعد يوم واحد من تأكيد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن الرئيس دونالد ترامب بعث في آذار الماضي رسالة إلى الرئيس بشار الأسد تتضمن اقتراح إقامة حوار مباشر بشأن مصير الصحفي الأميركي أوستين تايس الذي اختفى في سورية.
وكان تايس يعمل مصوراً صحفياً لحساب وكالة «فرانس برس» و«ماكلاتشي نيوز»، و«واشنطن بوست»، و«سي بي إس» وغيرها من المنظمات الإخبارية، عندما فقد أثره إثر توقيفه عند حاجز بريف دمشق في 14 آب 2012، حيث كانت ميليشيات مسلحة وتنظيمات إرهابية تسيطر على العديد من المناطق في ريف العاصمة ومحيطها.
وقطعت الولايات المتحدة الأميركية علاقاتها مع دمشق منذ بدء الحرب الإرهابية على سورية منتصف آذار 2011، وتؤكد دمشق أن التعاون مع أي دولة قطعت العلاقات مع سورية يجب أن يسبقه استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا