أكد عضو مجلس الشعب عن محافظة إدلب صفوان القربي، اليوم الأحد، أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان استخدم المهجرين السوريين الحاصلين على جنسية تركية رافعة سياسية واقتصادية واستثمارية لبلاده.
وأشار القربي إلى أنه لا بد من التفريق بين التكتيك السياسي لأردوغان والأحزاب التركية الأخرى، والرأي الشعبي التركي، فجميع استطلاعات الرأي الغربية تشير إلى تغيّر في المزاج الشعبي التركي نتيجة وجود السوريين في تركيا.
وبيّن أن هناك أرقاماً كبيرة جداً للرفض الشعبي لوجود السوريين في تركيا، نتج عن طول فترة البقاء، أو نتيجة تأثيرهم على اليد العاملة التركية، وربما امتعاض من بعض الميزات التي كانت تعطى لبعض السوريين.
و«فوجئ» مئات المهجّرين السوريين المرشحين للحصول على الجنسية التركية أمس السبت، بظهور رسالة على موقع متابعة الحصول على الجنسية التركية، تفيد بإزالة ملفات التجنيس.
وقال القربي: إن أردوغان اعتبر المجنسين أصواتاً وفعاليات مضمونة محسوبة لمصلحته، فهو يرى أن جميع أوساط السوريين في تركيا يدينون له بالولاء لكونه احتضنهم، وقدم لهم المساعدة، لذلك فإن مبدأ «التجنيس أكثر» يعني «أصواتاً أكثر» لأردوغان.
وأشار القربي إلى أن أردوغان جنّس كفاءات علمية كبيرة، كالأطباء والمهندسين وأصحاب فعاليات تجارية واستثمارية وأصحاب رؤوس الأموال، حيث كانوا العنوان الأساس للتجنيس، موضحاً أن حجم أصحاب المعامل والمصانع من حلب وإدلب الذين يملكون منشآت صناعية وتجارية في تركيا كبير جداً، وحجم الرخص التي أعطيت للسوريين في تركيا هو رقم كبير، كما أن أعداد المجنسين أكبر بكثير مما يعلنه النظام التركي.
وحصل 110 آلاف مهجر سوري على الجنسية التركية منذ عام 2011، حسبما ذكره أردوغان في 10 كانون الأول 2019، وقال القربي: الأحزاب التركية الأخرى حالياً ترفض هذا الموضوع وتتهم أردوغان بممارسة نوع من أنواع البلطجة السياسية، والارتزاق والاستثمار بالسوريين، مبيناً أن أردوغان ليس مرتاحاً انتخابياً، فكل استطلاعات الرأي تقول إنه في وضع انتخابي صعب جداً.
واعتبر القربي أن خسارة أردوغان إسطنبول، العاصمة التجارية، وأنقرة، العاصمة السياسية، في الانتخابات البلدية الماضية، هو مؤشر بأن هناك عدم رضا شعبي عن «الدلال» والميزات التي قدمت للسوريين الموجودين في تركيا.
وبخصوص استخدام السوريين المجنسين في أي عمليات استفتاء قد يلجأ إليها نظام أردوغان إذا سمحت له الظروف، ليلعب الدور ذاته الذي لعبته تركيا سابقاً في لواء اسكندرون أو قبرص الشمالية، قال القربي: «إن أردوغان يعتبر كل السوريين الموجودين في تركيا وفي شمال سورية بمناطق خارج سيطرة الدولة، رافعة انتخابية له ولمن يمثله، ويعول عليهم في أي استفتاء أو مشروع يخص المناطق التي يحتلها من الأراضي السورية في إدلب وعفرين وشمال الرقة، عبر قرار دولي، أو انتخابات تحت رعاية دولية»، وأضاف: إنه يحلم بهذه العناوين ويعتبر السوريين المجنسين أصواتاً مضمونة له ولمزاجه ورغبته الشخصية والتركية.
وتحدثت صحيفة «سفوبودنايا بريسا» الروسية، أمس، عن أن رئيس النظام التركي يسعى الى تحويل محافظة إدلب إلى جمهورية شمال قبرص الثانية غير المعترف بها.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا