كشف عضو مجلس نقابة أطباء سورية الدكتور زاهر بطل عن مشروع قرار قدمته النقابة المركزية «لاعتبار الأطباء الذين توفوا بسبب فيروس كورونا المستجد، وهم على رأس عملهم، كشهداء الواجب»، وعزا تواضع دور الجمعيات الخيرية في مواجهة الوباء إلى «الحصار المفروض على سورية، وقانون قيصر»، ما يلحق أذى كبيراً بالشعب السوري.
وأوضح بطل، نقيب أطباء حلب السابق، أنه جرى تقديم مشروع قرار من النقابة المركزية لأطباء سورية لمعاملة الأطباء الذين توفوا وهم على رأس عملهم كشهداء «مع منح قدم نقابي لهم وتكريمهم وإعطائهم سنوات خدمة إضافية للاحتفاظ بحقوقه النقابية كاملة، وكذلك قرارات أخرى تخص الأطباء المقيمين في مشافي وزارة الصحة بقصد الاختصاص، وستتابع النقابة إصدار القرارات مع الجهات الوصائية المعنية، وذلك بعد أن تجاوز عدد الأطباء الذين حصد الوباء أرواحهم ٧٠ طبيباً».
وأشاد بطل بكفاءة أطباء سورية في مواجهة الوباء الشرس والتصدي له بحرفية عالية، على الرغم من عدم الاستعداد له بشكل كافٍ «فكانوا الخط الأول في الدفاع عن المرضى، وبالتالي، هم الجيش الأبيض الذي قدم الكثير وضحّى بالشهداء لإنقاذ البلاد».
ولفت إلى أن أطباء حلب واجهوا «كورونا» بقدر كبير من المسؤولية «وقدموا ٦ شهداء توفوا جراء إصابتهم بالفيروس المستجد، وهم: عبد الخالق الهاشمي وأنمار حافظ ومكرم خوري ومنى فتال وشارل توتل ومحمد البزيعي، كما أصيب عدد كبير من زملائهم وهم على رأس عملهم، ومنهم مديرو مشافٍ ورؤساء أقسام واختصاصيين، وتماثلوا للشفاء، أما العدد الأكبر من الذين أصيبوا بالفيروس فمن أطباء الدراسات العليا والمقيمين»، مشيراً إلى أنه يجري العمل راهناً «لإحصاء العدد الكلي للأطباء الشهداء والأطباء المصابين ممن تماثلوا للشفاء والآخرين من المصابين حالياً وممن خرج من الخدمة على مستوى جميع فروع النقابات والبلاد بأسرها».
وشدد على أن حماية الأطباء «واجب على كل القطاعات الوزارية والنقابية أو حتى المجتمع الأهلي، ما يستلزم توفير وسائل حمايتهم من لباس وكمامات ووسائل الحماية، علاوة عن دعمهم مادياً، وخصوصاً المعرّضين منهم للاحتكاك مع مرضى ومصابي الفيروس».
وتحسباً لموجة ثانية من الجائحة، طالب عضو مجلس نقابة أطباء سورية بتلافي الأخطاء السابقة «وتأمين كل وسائل الحماية للكادر الطبي، والاستعداد بشكل أكبر من حيث تأمين المنافس وتجهيز المشافي بما يلزم مع تدريب الكوادر لمواجهة الجائحات».
ووصف زاهر بطل دور القطاع الأهلي في التصدي للوباء بـ«الخجول» وقال: «توقعت أن تكون المبادرات أكبر وأكثر تنظيماً وموحدة الجهود، وأن تساهم الجمعيات الخيرية بشكل فعال لكنها كانت شبه مغيبة، إما لعدم استعدادهم لمواجهة هكذا أوبئة وإما لأنه جرى تغييب دورهم من قبل المجتمع الدولي عبر الحصار المفروض على سورية وقانون قيصر، وهو الاعتقاد السائد والمرجح».
ودعا إلى إشراك النقابات والجمعيات في إدارة الأزمة وتحميلهم جزءاً من العمل «لأنه واجب على الجميع التكاتف في هكذا جوائح، لقد كانت الهجمة كبيرة، لهذا يجب أن يكون التصدي لها كبيراً أيضاً ولا يقتصر على قطاع معين، فالكل معني بالأزمة».
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا