ما زال في قلبي شيءٌ عالقٌ من أيلول لم أبُح بهِ .. مقترنٌ بكلّ صورةٍ و التفاتةٍ و تذكار ..
يظلّ هادئاً إلى أن يأتي أيلول، فيثورُ و يضرمُ في جوفي كما الإعصار، فكيفَ لنبضي أن يهدأ ؟
اليوم : أشعرُ و كأنّ أيلول يبلّلني و يرويني و يمطِرُني بعد أن ماتَ قلمي ذات يومٍ سابقٍ له و ظلّ هناك حلمٌ صغيرٌ أبى أن يكبر و يقتات شيئاً من مشيمتي ...
و لأنّ لكلّ أيلول حكاية : ها أنا ذا للمرّة الخامسة و العشرين أقف على أعتابه ليلدني و يكتبني ولأكون "حكايته المفضّلة"
و أيضاً لكلّ مدينة أيلول خاصٌّ بها يعرفُ كلّ ماضيها و حاضرها، يتفحّص فصولها و يجري في سواقي شتاءها و يجذبني نحوَ المنفى .. أدركتُ حينها أنّ أمطار كلّ مدينة و ضبابها و صقيعها مرهونٌ بما يخفيه و يكتمه و يبكيه الإنسان .. فعلى قدرِ مواجعِ البشر يبكي السّحاب ..
ألا تذكر يوماً من أيلول ؟ بل كلّ أيلول ! كيف كنت الأولى في الرّقص و الصلاة على عتباتك ..
و كأوراقه الآن أقف باستحياءٍ عاريةً من ذاكَ الحبّ .. فيسألني شَعري عن أصابعك .. و كتفي عن شفتيك .. لعلّي أودّع صورتك في صدري و ليلي و جسمي .. و لأسأل القلب ألّا يعفو عن قلبك
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا