شبكة سورية الحدث


أيلول بقلم الكاتبة مي منصور

أيلول بقلم الكاتبة مي منصور

ما زال في قلبي شيءٌ عالقٌ من أيلول لم أبُح بهِ  .. مقترنٌ بكلّ صورةٍ و التفاتةٍ و تذكار ..
 يظلّ هادئاً إلى أن يأتي أيلول، فيثورُ و يضرمُ في جوفي كما الإعصار، فكيفَ لنبضي أن يهدأ ؟ 

اليوم : أشعرُ و كأنّ أيلول يبلّلني و يرويني و يمطِرُني بعد أن ماتَ قلمي ذات يومٍ سابقٍ له و ظلّ هناك حلمٌ صغيرٌ أبى أن يكبر و يقتات شيئاً من مشيمتي ...

و لأنّ لكلّ أيلول حكاية : ها أنا ذا  للمرّة الخامسة و العشرين أقف على أعتابه ليلدني و يكتبني ولأكون "حكايته المفضّلة"  

و أيضاً لكلّ مدينة أيلول خاصٌّ بها يعرفُ كلّ ماضيها و حاضرها، يتفحّص فصولها و يجري في سواقي شتاءها و يجذبني نحوَ المنفى .. أدركتُ حينها أنّ أمطار كلّ مدينة و ضبابها و صقيعها مرهونٌ بما يخفيه و يكتمه و يبكيه الإنسان .. فعلى قدرِ مواجعِ البشر يبكي السّحاب .. 

ألا تذكر يوماً من أيلول ؟ بل كلّ أيلول ! كيف كنت الأولى في الرّقص و الصلاة على عتباتك .. 

و كأوراقه الآن أقف باستحياءٍ عاريةً  من ذاكَ الحبّ .. فيسألني شَعري عن أصابعك .. و كتفي عن شفتيك  .. لعلّي أودّع صورتك في صدري و ليلي و جسمي .. و لأسأل القلب ألّا يعفو عن قلبك 

التاريخ - 2020-08-31 4:23 PM المشاهدات 1159

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


كلمات مفتاحية: عارية القلب صورتك