أحياناً تعجز عن كتابة عنوان ومقدمة تحاول أن توصل فيها قهر وطن بأكمله وخيبة سوريين وخذلانهم من قبل أشخاص لم يدركوا بعد تضحيات الجيش العربي السوري.
طريق حلب إدلب دمشق الدولي المحرر أواخر الشهر الأول من عام ٢٠٢٠، وبمجرد أن تخرج من مدخل حلب الغربي تنقطع تغطية الاتصالات الخليوية، لتعود عند وصولك إلى أبواب مدينة حماة.
ورغم مرور أشهر على تحريره لم يكترث أحد من شركات الاتصالات الخليوية ولا السورية للاتصالات لعناصر الجيش المتوزعين على الطرقات وفي القرى والبلدات وخطوط التماس، ولا حتى المسافرين على الطريق وهم يعانون الأمرّين لالتقاط تغطية الشبكة الخليوية.
كل ذلك يبدو غير هام إلى حين وصول رسائل من شركات الاتصال تطالب فيها وتهدد بقطع خطوط مشتركيها من السوريين إلا إذا تم دفع مبالغ تصل إلى مئات الآلاف من الليرات السورية لدفعها فيما بعد لشركات اتصالات تركية، ذلك أن المسافرين إلى ريف حلب وعلى الطريق الدولية أجروا اتصالات على شبكتهم السورية ليتبين فيما بعد أن الشبكة القوية هي شبكات اتصال تركية تبث إشارة قوية إلى داخل الأراضي السورية دون حول ولا قوة للمعنيين في سورية.
أحمد مواطن من حلب قرر الذهاب لتعبئة البنزين على بعد١٢ كم من المدينة مجرياً اتصالات على هاتفه، وبمجرد عودته تفاجئ بورود رسائل من إحدى شركات الاتصالات تطالبه بدفع ١٢٠ ألف ليرة سورية لقيامه بإجراء مكالمات خارجية.
وعند اتصاله بشركة الاتصالات لتقديم شكوى كان الأمر صاعقاً حينما أخبرته موظفة الشركة بأن المبلغ لابد أن يدفع!
ما حصل مع أحمد حدث مع العشرات وربما يتطور الأمر ليصل إلى المئات إن بقي الواقع على حاله.
واقع يضع الجميع يوماً بعد يوم أمام أسئلة كثيرة حول التراخي والتسيب بأكثر الأمور بديهية.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا