تتابع ميليشيات قسد الإجرامية التابعة للاحتلال الأمريكي انتهاكاتها بحق الأهالي في المناطق التي تتواجد فيها من محافظة الحســــــــــكة، لتتفاقم مؤخراً ممارساتها اللاإنسانية لا سابق لها في استهداف قطاع التعليم في المنطقة بكافة مكوناته من تلاميذ وطلاب ومدارس ومعلمين ووسائط نقل، مؤكدةً نهجها الرامي إلى نشر الجهل والأمية من خلال الترهيب والحرمان من المتطلبات الأساسية لإعمال هذا الحق، مهددةً بذلك مستقبل آلاف الأطفال والشباب.
واتخذت انتهاكات هذه المجموعة الإرهابية طابعاً ممنهجاً منذ عام 2013 حيث بدأت آنذاك تدخلات هذه الميليشيات في مضمون المناهج الدراسيّة، لينتقل الأمر مباشرةً وبشكلٍ تصعيديٍ إلى الاستيلاء بالقوة على المدارس وتحويلها إلى مقرات أو مستودعات عسكرية وسجون ومراكز لتحصيل الأتاوات، وتهديد الطلاب والأهالي وترهيب الكوادر التدريسية والإدارية، مستفيدةً بذلك من الدعم الذي توفره لها قوات الاحتلال الأمريكي.
وقد عملت هذه الميليشيات على إيقاف التعليم في المدراس بصورة تدريجية وفرضت مناهج تعليمية دون إيلاء أي اعتبار لنوعيتها ومحتواها ومدى ملاءمتها للمراحل العمرية والبيئة الثقافية والاجتماعية، وبغض النظر عن كفاءة القائمين على هذه المهمة السامية المتمثلة بالتعليم.
وقد دفع موقف المواطنين السوريين الثابت والرافض لهذه الانتهاكات إلى تحدي هذه الميليشيات والإصرار على إرسال أبنائهم إلى المدارس الحكومية لمتابعة تعليمهم وفق المناهج المعتمدة من وزارة التربية السوريّة، الأمر الذي دفع بهذه الميليشيات إلى اللجوء إلى القوة لإجبار الأهالي والطلاب والتلاميذ والكوادر التربوية للانصياع لأوامرهم وأوامر اسيادهم الأمريكان والتضييق عليهم وترهيبهم بشتى الوسائل، كنشر دوريات مسلحة على مداخل المدن ومفارقها تقوم بإنزال التلاميذ الذاهبين صباحاً إلى المدرسة من وسائل النقل واعتقال قسم منهم أو الزج بهم في عملية التجنيد التي تُشرف عليها هذه الميليشيات التي احترفت تجنيد الأطفال واستخدامهم في العمليات العسكرية، وفرض غرامات على مالكي وسائط النقل وحجز آلياتهم لمنعهم من نقل الطلاب.
هذا وقد بلغ عدد المدارس التي استولت عليها هذه الميليشيات الإرهابية بقوة السلاح 2285، كان آخرها 118 مدرسة قبل بدء هذا العام الدراسي، لتبقى 179 مدرسة تُديرها مديرية التربيّــــــة في الحسكة لكافة المراحل التعليمية، وهو الأمر الذي سيثقل كاهل العملية التعليميّة في هذه المدارس وسيؤدي إلى اكتظاظ القاعات الدراسية، ناهيك عن تحمل الأعباء المادية والنفسية المرتبطة بمشقة قطع مسافات طويلة للوصول إلى هذه المدارس مما يُفاقم تحديات الظروف الصحية السائدة حالياً.
يُثبت استمرار هذه الانتهاكات وتصعيدها، بما لا يدع مجالاً للشك، بأنَّ هذه الميليشيات الإرهابية لم ولن يكن شاغلها يوماً إلا تنفيذ أجندتها الانفصاليّة الإرهابية عبر اضطهاد أهالي المنطقة والتمييز ضدهم وحرمانهم من مقومات حياتهم وتهديد مستقبل أبنائهم، وهو ما يفضح زيف الادعاءات التي تروّج لها هذه الميليشيات والأوساط الغربية الداعمة لها بشأن خطواتٍ مزعومةٍ حول إدارة العملية التعليمية وحماية وتعزيز حقوق الطفل، ويضع مصداقيّــــــة هيئات الأمم المتّحدة المعنيّة بحقوق الإنسان أمام اختبارٍ حقيقيٍ لإدانة هذه الانتهاكات والضغط على الدول الداعمة لهذه الميليشيات أمــــــلاً في إنقاذ مستقبل طلاب وتلاميذ المنطقة من الضياع والجهل والتخلف الذي تحاول ميليشيات قسد وأسيادها وداعميها الأمريكان إغراقهم فيــــه.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا