الأسابيع المقبلة ستشهد هجوماً سورياً معاكساً
تختلف التقديرات والمعطيات حيال ما حصل ويحصل في الشمال السوري من انتكاسات تعرضت لها الدولة السورية في مواجهة المجموعات الارهابية سواء مع جبهة النصرة وحلفائها في ادلب وجسر الشغور واخرها مع اللواء 52، او مع تنظيم داعش في تدمر ومحاولة التقدم في الحسكة، بحيث ذهبت مخيلات الجماعات الحاقدة والمتآمرة الى حدود القول ان نهاية النظام في سوريا اصبحة قريبة، وبالتالي تكرار نفس الشائعات التي جرى ترويجها قبل ثلاث سنوات.
بداية ما حقيقة ما حصل في الشمال السوري، وما هي المعطيات حول مستقبل الوضع هناك خاصة على مستوى الوضع في سوريا عامة؟
في المعلومات لمصادر ديبلوماسية عليمة ان هجمة الحلف التآمري الاميركي - التركي - السعودي تصاعدت بشكل كبير مع بدء العدوان على اليمن، باتجاه كل من سوريا والعراق بحيث بدا واضحاً ان هناك محاولة مكشوفة للاستفادة من داعش وباقي التنظيمات الارهابية وتظهرت هذه الهجمة باشكال مختلفة كالآتي:
- جرى تجميع المجموعات المسلحة بكل تلاوينها تحت مسمى «جيش الفتح» بحجة انه القوة الوحيدة التي تستطيع مواجهة داعش، وان تكون الند الفعلي للنظام، ولذلك جرى تزويد هذه المجموعات بما في ذلك «جبهة النصرة» في شمال سوريا بكميات كبيرة من الاسلحة والمسلحين، بعد تدريب اعداد كبيرة منهم في تركيا والاردن.
- جرى تعزيز وتبني جبهة النصرة من قبل السعودية وقطر وتركيا وبتواطؤ اميركي ومحاولة تظهيرها بانها قوة تختلف عن داعش، وحتى محاولة اعلان «النصرة» عدم ارتباطها بتنظيم القاعدة، الا ان زعيم «النصرة» افشل هذه المحاولات بتأكيده في مقابلته مع «الجزيرة» بانه جزء من القاعدة.
- ثم غض النظر عن التحرك العسكري الكبير الذي قامت به داعش للدخول الى مدينة تدمر مع ان طائرات التجسس الاميركية على معرفة كاملة بهذا الحراك الميداني لتنظيم «داعش» وبالتالي لم يقم التحالف الغربي باي عمليات قصف لمواقع وتحركات «داعش»..
- جرت ممارسة ضغوط كبيرة من قبل الولايات المتحدة على الوحدات الكردية في الحسكة وعين العرب للوقوف على الحياد في المعركة الدائرة بين الجيش السوري وداعش.
وبدا واضحاً ان الهدف من هذا الهجوم - المتعود - ان تتمكن المجموعات المسلحة من تحقيق انجازات ذات طابع استراتيجي يهدف اجبار النظام في سوريا على الذهاب الى المفاوضات من ضمن الشروط التي يضعها التحالف الاميركي - الخليجي وفي الوقت ذاته ان تستخدم الورقة السورية كورقة ضغط على إيران لانتزاع تنازلات في الملف النووي، لاعتقاد الغرب ان طهران تحتاج الى الاتفاق معها حول ملفها النووي على خلفية الوضع الاقتصادي.
ماذا، اذاً عن الجانب الاخر من الصورة اي كيف تتعاطى سوريا وحلفاؤها مع هذه الهجمة، وما حقيقة الشائعات عن وجود خطر على النظام في سوريا؟
في المعطيات، ان ما حصل من تراجع للجيش السوري عن بعض المناطق فرضته معطيات عديدة ابرزها اثنان:
- الاول: ان الهجمة الغربية - السعودية - التركية كبيرة جداً من حيث الدعم الذي يقدم للمجموعات المسلحة بما في ذلك لتنظيم «داعش» وتكفي الاشارة الى ما يجمعه هذا التنظيم من عائدات للنفط الذي يبيعه لتركيا وشركات اخرى غربية.
- الثاني: ان صمود الجيش السوري طيلة اربع سنوات ونصف في مواجهة حرب عالمية تشارك فيها 85 دولة هو صمود لم يشهد التاريخ مثيلاً له، لذلك في ظل هذه الحرب هناك ربح وخسارة في المعارك خصوصاً ان الجيش السوري يقاتل في حوالى 500 محور قتالي في معظم الاراضي السورية.
ولذلك توضح المصادر الديبلوماسية ان الدولة السورية وضعت خططاً جديدة في الاسابيع الاخيرة لمواجهة تصاعد العمليات العسكرية المدعومة خليجياً وغربياً، وهذه الخطط تنطلق من الامور الآتية:
- تم وضع مجموعة خطط جديدة لمنع تقدم المسلحين في بعض المناطق التي لها ابعاد استراتيجية بالنسبة للدولة السورية، ومن هذه المناطق مثلاً ريف السويداء، حيث جرى تمركز قوة كبيرةمن الجيش مع تدريب مجموعات كبيرة من ابناء المناطق هناك فجاءت مجزرة «قلب لوزة» يوم الخميس ما يؤكد سقوط رهانات البعض على «جبهة النصرة».
- جرت ويجري تدريب اعداد كبيرة من الشباب السوري تحت عنوان «الدفاع الوطني» في غير منطقة لتكون ظهيراً للجيش السوري وخط الدفاع الثاني في المواجهة المسلحة.
- يجري الاستعداد للقيام بعمليات عسكرية مضادة تستهدف استعادة بعض المناطق وتتحدث المصادر ان الاسابيع القليلة المقبلة ستشهد متغيرات ميدانية في اكثر من جبهة لمصلحة النظام هناك.
- تعطى معركة تحرير القلمون اهمية خاصة، ومن ثم محيط دمشق والمناطق الجنوبية، وتقول المصادر ان تحرير القلمون يؤدي الى تحقيق خطوة استراتيجية وهي تحصين حمص والحؤول دون قطع التواصل بين المنطقتين وتشير الى ان معركة القلمون تزامنت ايضا مع محاصرة المسلحين في الزبداني بعد تمكن الجيش السوري من التمركز على كل المرتفعات هناك.
وبغض النظر عن الوقائع الميدانية تكشف المصادر ان الغرب يعترف بعدم القدرة على اسقاط النظام في سوريا. فالاميركي ابلغ الروسي انه مع الحل السياسي في سوريا بوجود الرئيس الاسد، فيما عاهل الاردن الملك عبدالله قال لبعض زعماء الخليج لا تراهنوا على اسقاط الاسد، لان الحل في سوريا سيبدأ في العام 2016 وان الاسد باق وعلينا ان نفاوض الايراني على الحل وتقول المصادر ان الاميركي لا يريد انهاء «داعش» لا في العراق ولا في سوريا حالياً لانه يحقق له اهدافه في المنطقة.
حسن سلامه
التاريخ - 2015-06-14 10:56 AM المشاهدات 786
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا