بدعوة من الاتحاد الوطني لطلبة سورية فرع جامعة حلب، ألقى الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف محاضرة بعنوان (الرد على التكفير بصحيح التفسير في القرآن الكريم) وذلك على مدرج معهد التراث العلمي. والتي شهدت تفاعلاً كبيراً بين الوزير والطلاب عكست الوعي لدى الطلبة وتعمقهم في القضايا المجتمعية والدينية والثقافية، بدوره أشاد الوزير بالدور الطلابي في الجامعة وأهميته في خلق تفاعل وتواصل ما بين مؤسسات الدولة والطلاب مؤكداً على ااهمية هذه اللقاءات في تبيان الحقائق وكشف زيف ادعاءات بعض وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصاً لدى الطلبة.
وركز الوزير السيد في محاضرته حول العديد من القضايا الهامة منها، من الذي خلق التكفير والإرهاب والتطرف؟ ولماذا؟ ما الأبعاد والأهداف والغايات؟ وكيف نحصّن وعينا الشبابي والاجتماعي والعلمي واليومي بالقيم المضيئة والثوابت الوطنية والأخلاقية؟، وأوضح أن المشكلة الأخطر تكمن في تسييس الدين الإسلامي، وذلك لأهداف قريبة وبعيدة، من الممكن اختصارها ببدايتها من إخضاع الدين للسياسة، ثم التكفير والتقتيل، ثم الإرهاب، ثم التطبيع والاستسلام، وبين دلالات الكفر لغوياً وفقهياً، مؤكداً أن الدين الإسلامي هو دين القيم والأخلاق التي كرّسها النبي محمد “ص”: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”، مشيراً إلى أن هذه القيم تتوزع إلى اجتماعية وسياسية واقتصادية وحياتية شاملة، ولا يمكن تحويلها إلى برامج سياسية إلا من خلال الإرهاب والإخوان وتفرعاتهما والمشتغل على كل ذلك من وراء الكواليس، وهم واضحون سواء المخابرات الأمريكية والصهيونية وقبلهما البريطانية، إضافة إلى توظيف “النت” بطريقة مغرضة وظلامية وإرهابية، لا سيما تلك الصفحات التي يديرها الظلاميون والدواعش والمتصهينون.
وتابع الوزير السيد: لم أجد في القرآن الكريم أمراً بالتطبيع، بل وجدت ذكراً لليهود وبني إسرائيل، ومحاربة المعتدين، وأكد أن السيد الرئيس بشار الأسد حفظ المؤسسات الدينية بعيداً عن السياسة، وهذا ما يجسده علماء بلاد الشام، مجدداً القول: إن ديننا دين الرحمة لا القتل والتشريد والتدمير والتكفير، وعلى مر التاريخ والعصور، انتصرنا على جحافل المغول والتتار والإفرنجة وكافة أشكال الاستعمار، ولا يمكن أن تكون للصهيونية اليد العليا في المنطقة، وأضاف: إن الكفر قضية اعتقادية سياسية تخريبية لأنه لا إكراه في الدين، مبدياً استغرابه لماذا هذا الضجيج التكفيري؟ ليس بالضرورة أن يؤمن الإنسان بما يؤمن به إنسان آخر: “لكم دينكم ولي دين”.
وأضاف: لا نتخلى عن ثوابتنا، لكننا لا نعيش الماضي إلاّ من أجل تطوير المستقبل، ولذلك، لا يجوز تخريج طالب جامعي دون أن يعرف معنى الكفر والتكفير والتطرف، ولا بد من إضافة كتب إلى المناهج حول هذه المحاور، لنصل إلى مجتمع محمي بوعيه النوراني من الداخل، لأن ترجمان الإسلام ألاّ يظلم الإنسان نفسه وغيره، وألاّ تكون هناك أذية أبداً من إنسان مسلم، إضافة إلى ضرورة تطوير الأسلوب والمفاهيم والأداء والتفكير بين المعلمين والطلاب الذين عليهم مسؤولية تطوير ذواتهم أيضاً، وبين الجهات التعليمية والثقافية والدينية، وهذا يعني تفاعل الجهود المشتركة من خلال تطوير المناهج، وتطوير المعلمين، وتطوير الطلاب، مما يساهم في تطوير ثقافة الحياة.
وختم الوزير السيد محاضرته بالقول : لا بد من أن تكون هذه المفاهيم مدركة من الجميع، وعلينا ألاّ ننسى ارتباط النبي محمد “ص” بجبل أُحد كرمز لوطنيته وانتمائه:” أحُد جبل نحبه ويحبنا”.
أجاب بعدها الوزير السيد على أسئلة الحضور وتساؤلاتهم.
حضر المحاضرة أمينا فرعي الحزب في الجامعة والمدينة الرفيقان أحمد منصور وإبراهيم حديد ومحافظ حلب حسين دياب ود. ماهر كرمان والرفاق أعضاء قيادة فرع جامعة حلب ومدير الأوقاف ومفتي حلب وشخصيات رسمية وحزبية وعلمية ودينية وثقافية، وعمداء الكليات الجامعة وحشد غفير من طلاب الجامعة وكلية الشريعة.
قدم المحاضرة د.علي محمود عكام عميد كلية الشريعة ، وأدارها الرفيق ياسر جاويش رئيس فرع حلب للاتحاد الوطني للطلبة.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا