انطلقت في هذه اللحظات أعمال المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين، في قصر المؤتمرات بدمشق بمشاركة نحو 27 دولة و12 منظمة دولية غير حكومية، لمناقشة سبل إعادة السوريين الذين أجبرتهم الحرب الإرهابية على مغادرة البلاد وتسهيل عودتهم ووضع حد لمعاناتهم.
ومن أبرز الدول المشاركة في المؤتمر الذي يعقد على مدى يومين روسيا والصين والهند وإيران ولبنان ودولة الإمارات وباكستان وسلطنة عُمان وفنزويلا، على حين تشارك الأمم المتحدة بصفة مراقب.
وتبذل الحكومة السورية منذ سنوات بعد استعادة السيطرة على معظم الأراضي التي كانت تحت سيطرة الإرهابيين جهوداً كبيرة بالتعاون مع الحليف الروسي لإعادة اللاجئين السوريين في الخارج، لكنَّ دولاً غربية وإقليمية معادية لسورية تعرقل عودة هؤلاء لتنفيذ أجنداتها السياسية ولاستخدام هذا الملف ورقة ضغط على الحكومة السورية في العملية السياسية.
وتتضمن أعمال المؤتمر في اليوم الأول الجلسة الافتتاحية حيث يلقي رؤساء الوفود كلمات حول عودة اللاجئين السوريين، إضافة إلى عدة جلسات، تتناول الوضع الحالي في سورية، وظروف عودة المهجّرين وعوائق عودتهم، إضافة إلى خلق الظروف المناسبة لعودتهم.
كما يناقش المؤتمر المساعدات الإنسانية، واستعادة البنى التحتية، والتعاون بين المنظمات العلمية والتعليمية وإعادة إعمار البنية التحتية للطاقة في سورية في مرحلة ما بعد الحرب.
وفي اليوم الثاني من أعمال المؤتمر، سيكون هناك جولات ميدانية للوفود على مراكز الإيواء ويختتم المؤتمر بجلسة ختامية وإصدار بيان ختامي.
وأكد الرئيس بشار الأسد، خلال لقاء عبر الفيديو، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الإثنين الماضي، أن قضية اللاجئين بالنسبة إلى سورية هي قضية وطنية وأولوية رقم واحد بالنسبة للحكومة خلال المرحلة القادمة، مؤكداً أن الحصار الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة يشكل عقبة كبيرة في وجه عودة هؤلاء اللاجئين.
كما أكد الرئيس الأسد، أمس خلال استقباله كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني علي أصغر خاجي والوفد المرافق له، أن المؤتمر الدولي لعودة اللاجئين السوريين، سيكون خطوة جوهرية في المسار الذي تسير به الحكومة لإنهاء هذا الملف، وخاصة أنه سيتيح تبادل الآراء والأفكار مع عدد من الأطراف الإقليمية والدولية.
وفي مقابلة مع قناة «السورية» ليلة أول من أمس الماضية، لفت معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان إلى أنه «تم توجيه الدعوة إلى كل البلدان (المعنية) للمشاركة في المؤتمر باستثناء تركيا، على اعتبار أنه «لا يمكن تأمل أي أمر إيجابي من نظام أردوغان الداعم الأول للتنظيمات الإرهابية في سورية» مبيناً أن بعض الدول تعرضت لضغوطات لثنيها عن المشاركة في المؤتمر.
وأكد سوسان أن الذين اتخذوا مواقف غير إيجابية تجاه المؤتمر، كالولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، عروا أنفسهم وأكدوا استغلالهم معاناة السوريين في الخارج بهدف تحقيق أجندات سياسية.
وعشية انطلاق المؤتمر، أعلن رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن دول الاتحاد لن تشارك في المؤتمر الذي يعقد على مدى يومين، بما يؤكد مواصلة دول في الاتحاد العداء لسورية، وإصرارها على الإبقاء على ملف اللاجئين السوريين من دون حل لتنفيذ أجندات سياسية ولاستخدامه ورقة ضغط على الحكومة السورية في العملية السياسية.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا