سورية الحدث الإخبارية- السويداء- معين حمد العماطوري
يعيش المجتمع حالة من التخبط العشوائي في البحث عن كيفية العيش الكريم في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار وصعوبة تأمين مستلزمات الحياة اليومية والاستمرار في التنامي لبناء منظومة متكاملة من الإنسانية والتلاؤم مع متطلبات الواقع المعيش الذي بات يهدد القادم والقلق المستديم، ومع انتشار المبادرات الاجتماعية خففت من وطأة ظلم الحياة وصعوباتها من قبل الخيريين وأصحاب الأيادي البيضاء...
إذ يعتبر العمل التطوعي ثقافة مبني على الحس الأخلاقي والقائم على الشعور بالمسؤولية اتجاه الآخرين، عمل من شأنه خلق علاقة تفاعلية بين الذات الإنسانية والفعل القيمي الناشر عبيره بين أفراد المجتمع، ويكثر حالياً بين أفراد وأسر تسعى بجهده الصامت الخفي لتقديم المساعدة لمن يحتاج في حياتها اليومية لتبقى في الحد الطبيعي من العلاقة الذاتية والرضاء مع النفس دون الوصول الى مرحلة من الاستجداء المجتمعي، أو فرض أعمال لا يرضى بها الله والمجتمع، ولأن التطوع قيمة معرفية فيه مضامين نشر ثقافة العمل الإنساني الخيري فيه زرع الأمل والتفاؤل في الزمن الحالك والليل المدلهم من شوائب الأعمال التي يراها كل منا يومياً، فقد أتت مبادرة أبناء المرحوم أبو خالد محمود المقت من قرية امتان وهم مغتربون في الامارات لتضيء نوراً جديداً في عالم بات يشكو من الجوع والقهر والحاجة...بحيث عمد أبناء الراحل على تقديم مبلغ بقيمة 2 مليون ل س ليتم فيه شراء مادة مازوت التدفئة وتوزيعها على الأسر التي لم تستطع الحصول على تلك المادة بسبب الوضع المادي المتردي، بحيث تم توزيع 200 ليتر مازوت لأربعة وخمسين أسرة كمبادرة إنسانية مجتمعية...
طبعاً هي ليست الأولى من المبادرات التي يعمد إليها أبناء الراحل محمود المقت من شباب قرية "امتان" الذين تربوا على النخوة والإباء والارتباط بالانتماء، وهم من ساهموا بتأسيس مبادرة رغيف الخبز، بحيث باتت تلك المبادرة انموذجاً للتكافل الاجتماعي وعنواناً لتقديم المساعدات الإنسانية والخيرية، في وقت بزغ فيه النور الساطع والأمل الواعد، وصدق من قال:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ..لا يذهب العرف بين الله والناس
وهناك من أهالي القرية الطيبين العاملين في حقل الأعمال الخيرية يعملون على توزيع تلك المواد سواء المحروقات أم رغيف الخبز بكل أمانة وشرف وإخلاص، الأمر الذي عكس إيجاباً على العديد من القرى المجاورة وباتت تعمل على نشر تلك الأعمال الإنسانية بين أفراد مجتمعها، ولأن الخير منثور في الكثير من الأماكن وجدت تلك المبادرات صداها الروحي والقيمي بين صفوف المجتمع وشكلت فيما بعد رؤية تنموية لبناء جيل يعشق الانتماء ويرغب بالتكافل ويسعى لرسم ابتسامة وضاءة على محيا كل محتاج لتقديم يد المساعدة وهذا يعود بالفائدة على تنمية العلاقة بين الأجيال...
أخيراً نستطيع القول ان تلك المبادرات من أناس رهنوا أنفسهم لهذا العمل الطيب لعمري هو بادرة تستحق الوقوف عندها اليوم وغداً وتشكل حافزاً لنشرها لتشكل عوامل التنمية والإصلاح بعد أن بات القلق الوجداني يعم البلاد جراء ما يحدث يوميا من ارتفاع أسعار لمتطلبات الحياة ومستلزماتها، ويبقى دور الخيريين والمحسنين كأبناء المرحوم محمود المقت نموذجا لتشكيل حافز ودعوة لتشكيل ثقافة التكافل الاجتماعي بوعي أخلاقي وقيمي وجداني.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا