خاص - بقلم رولا نويساتي
حاول (يوسف) طيلة السنوات الماضية الحفاظ على طفلتيه وتربيتهما التربية
الصالحة بعد وفاة زوجته, وقد كان الحمل ثقيلاً على كاهله بعد أن قرر عدم الارتباط
بأخرى ووهب حياته لابنتيه، وبما أن (يوسف) كان يعمل سائق تكسي ليؤمن حاجيات ابنتيه
وقوتهم اليومي, فلم يستطع تحمل عبء تربيتهم لوحده وخاصة أثناء غيابه عن المنزل,
فأخذ بالاستعانة بوالدته التي تسكن في ذات البناء مع شقيقه (ماهر) الذي كان في
أوائل العقد الثاني من عمره، أي في أوج مراهقته..
تحرش بالخفاء
مضت الأيام سريعاً وتزوجت الابنة الأكبر لـ(يوسف) وسافرت بصحبة زوجها إلى
بلد عربي مجاور, لكنها بقيت على صلة مع والدها وشقيقتها الصغرى (منال) التي كانت
بعمر السادسة عشرة..
كانت (منال) قد تعلقت بعمها الذي يكبرها بعدة سنوات فقط بعد أن كانا
يقضيان معظم وقتيهما معاً في النزهات والطعام والشراب والسهرات, ولم يكن في تصرفات
(ماهر) أي شيء يستدعي الخوف أو الشك, بل على العكس فقد كانت الجدة و (يوسف)
يطمئنان على ( منال) عندما يعلمان أن (منال) بصحبة عمها (ماهر), لكن الأخير بدأ
يقتنص مفاتن جسد (منال) ويخطط للنيل منها, ضارباً عرض الحائط بكل القيم الأخلاقية
والدينية لتحقيق مآربه الدنيئة, ورغم ذلك فإن (منال) لم تنتبه لذلك الأمر بل كانت
تنفذ كل ما يطلبه عمها منها دون الاستفسار عن ذلك أو حتى استهجان الأمر.
خيانة للأمانة
ذات يوم قامت الغريزة الحيوانية لدى (ماهر) بدفعه نحو (منال), فقرر مطاوعة
تلك الرغبة الدنيئة والنزول إلى شقة شقيقه باعتباره لا يزال في عمله, متذرعاً بأنه
يريد السهر مع (منال) كعادته, وقد وقف الحظ إلى جانبه (ماهر) كونه لم يحتج إلى كل
تلك الأمور التي خطط لها عندما طرق الباب على (منال) التي كانت قد خرجت للتو من
الحمام و لا تزال تلتف (بمنشفة) الحمام, ففتحت له الباب وطلبت منه المكوث في غرفة
الجلوس بينما تقوم هي بارتداء ملابسها, ومن ثم دخلت غرفتها، وما هي إلا لحظات حتى
قام العم باللحاق بها.. وقبل أن تتفوه ببنة شفة بدأ يثني على جمالها ويملي على
مسامعها بكلمات الغزل التي اعتادت سماعها منه, إلا أن الأمر كان مختلفاً هذه المرة
فسرعان ما اقترب (ماهر) من ابنة شقيقه وبدأ بتقبيلها, حاولت (منال) إبعاده لكن
(ماهر) لم يستجب, بل قام بحملها إلى السرير وأخذ بإبعاد (المنشفة) عن جسدها, هنا
بدأت (منال) بالمقاومة ومحاولة الصراخ لكن عمها في تلك اللحظات نزع عنه القناع
ليظهر وجهه الحقيقي, حيث قام بتهديدها بالقتل إن لم تمتثل لأوامره بعد أن قام
بالضغط على عنقها بكلتا يديه.
طعنة في الظهر
أمام ذلك المشهد لم تستطع (منال) المقاومة تحت تهديد أقرب الناس إليها و الذي
استطاع سلبها أعز ما تملك دون أن تستطع إبعاده أو حتى حماية نفسها منه, وما أن
انتهى (ماهر) من إشباع غرائزه الحيوانية حتى قام بمسح دموع (منال) وتهديدها من
جديد بالقتل إن قامت بإخبار أحد بما جرى, ومن ثم صعد إلى شقته وكأن شيئاً لم
يكن... أما (منال) فأخذت تكفكف دموعها قبل أن يأتي والدها ويراها خوفاً من أن ينفذ
(ماهر) تهديده, لتبقى حائرة تبحث عن حل للخروج من ورطتها... لم تنتهِ الأمور عند
هذا الحد بل أخذ (ماهر) يكرر فعلته كلما سنحت له الفرصة غير آبه لما قد تصل إليه
الأمور, وبعد أن وصلت (منال) إلى حد الاختناق قررت الاتصال بشقيقتها وإبلاغها عن
القصة بأكملها, حيث ذهلت الشقيقة لما سمعت وأخذت بتهدئة (منال) بعد أن وعدتها
بإيجاد حل سريع لها.
مداواة الخطأ بخطأ أكبر
بعد التفكير الطويل لم تجد شقيقة (منال) حلاً سوى الاتصال بوالدها
وإخباره بالطعنة التي وجهها له شقيقه من خلف ظهره... جن جنون الأب لما سمع وهرع
إلى (منال) ليسألها عن صحة الأمر فانهارت باكيةً, عندها استل سكيناً كبيرة من
المطبخ وركض إلى شقة (ماهر) والشرر يتطاير من عينيه, وما إن فتح الباب حتى صفعه
على وجهه موجهاً له الكلمات النابية الشيء الذي أغضب (ماهر) وأخذ يرد عليه بالمثل
فما كان من (يوسف) سوى سحب السكين وتوجيه طعنة لـ(ماهر) استقرت بالجهة اليسرى من
منطقة الصدر القريبة من القلب كانت كفيلة لترديه قتيلاً, إلا أن (يوسف) لم يشفَ غليله
فقام بتوجيه عدة طعنات لشقيقه استقرت بمناطق مختلفة من جسده, وأمام ذاك المشهد المؤسف
علت أصوات الصراخ من قبل الجدة و(منال)
هرع على أثرها عدد من الجوار الذين حاولوا السيطرة على الموقف لكن بعد فوات
الأوان... في تلك الأثناء كانت الشرطة قد وصلت بعد أن تم إبلاغها من أحد الجوار,
ليتم القبض على (يوسف) في مسرح الجريمة...
بالتحقيق اعترف (يوسف) بما نسب إليه من تهمة القتل بعد إرجاعها لداعي
الشرف, كما أخذت أقوال (منال) التي أحيلت للطبيب الشرعي الذي أكد حدوث الاعتداء
بالقوة عليها عدة مرات, وبذلك تم تنظيم الضبط اللازم وإحالة المتهم للقضاء لينطق
كلمته الفصل.
التاريخ - 2015-07-05 8:24 AM المشاهدات 1206
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا