استحوذت معظم مداخلات النواب في جلسة مجلس الشعب أثناء مناقشة أداء وزارة الثقافة بحضور الوزيرة لبانة مشوح على محاربة الفكر الظلامي ومواجهته وإصلاح الجيل الصاعد وخصوصاً في المناطق المحررة، إضافة إلى إعادة القطع الأثرية المنهوبة ورفع دعاوى قضائية بحق من سرقها.
وخصص المجلس جلسته لمناقشة أداء وزارة الثقافة وخططتها فداخل نحو 40 نائباً حول أداء الوزارة وخططها.
للنواب كلمة
أكد النائب بطرس مرجانة أنه يتم حفر نحو 25 موقعاً أثرياً في منطقة عفرين للتنقيب على القطع الأثرية واستخراجها بمعرفة الجيش التركي المحتل وبمؤازرته حيث تسرق وتنقل إلى الداخل التركي وبيعها، مشيراً إلى أن المثال الأبرز على ذلك سرقة الأسد البازلتي في المعبد الأثري القريب من منطقة عين بانا جنوب مدينة عفرين، مشدداً على ضرورة الإضاءة بشكل أوسع بالتنسيق مع «اليونسكو والانتربول لاستعادة القطع الأثرية.
وتساءل زميله قاسم حسن هل قامت وزارة الثقافة برفع دعاوى قانونية بحق الأشخاص والدول والمؤسسات التي تعمدت سرقة الآثار السورية وتدميرها؟ كما دعا زميله محمد بخيت أن تستهدف الوزارة في خطتها الشباب وليس الأطفال فقط ووضع خطة وطنية تشارك فيها الوزارات المعنية والمنظمات الشعبية المعنية لإعداد وصيانة هذا الجيل من الفكر الإرهابي ليكونوا ضماناً في المستقبل.
وقالت النائب جويدة ثلجة: نحن بحاجة لترميم البشر قبل الحجر ومشددة على ضرورة وضع خطة واضحة لاستهداف المناطق المحررة الذي قبع أهلها تحت القهر والاضطهاد وبث السموم من قبل المجموعات الإرهابية.
عرض الوزيرة
وفي بداية الجلسة قدمت الوزيرة مشوح عرضاً حول خطط وزارتها فأكدت أن الوزارة استطاعت أن تعيد عدداً ليس بالقليل من القطع الأثرية المسروقة بالتعاون مع عدد من الدول الأوروبية ودول عربية شرقية وأفراد سوريين مقيمين في الخارج وذلك من ضمن برامج حفظ التراث الثقافي المادي.
وأوضحت مشوح أن من البرامج أيضاً صون وترميم الأوابد الأثرية بما يتطلبه ذلك من تأهيل للكوادر وتأمين الموارد المالية اللازمة للتعاقد من الخبراء المعنيين بالترميم وخصوصاً أن للترميم خصوصية إضافة لتأمين التجهيزات المتطورة في عملية الترميم والتنقيب ورصد وتقييم الأضرار ومعالجتها بالتعاون مع المنظمات الدولية.
ولفتت مشوح إلى أنه في هذا الإطار يندرج عمل الوزارة في استعادة القطع الأثرية المسروقة.
مشوح أشارت إلى أن الوزارة لديها خطة للعناية بالمتاحف الشعبية والتي وصفت وضعها بغير المرضى على الإطلاق، مؤكدة أنه لا بد من إعادة تأهيلها.
وكشفت أن الوزارة تقدمت بملفات لإخراج ثلاثة مواقع تم إدراجها من منظمة «اليونسكو» على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر في عام 2016 من هذه اللائحة وهي دمشق القديمة وقلعتا الحصن وصلاح الدين، مؤكدة أنه يتم العمل على إخراج المواقع التاريخية التي تم إدراجها ضمن هذه القائمة.
وبينت مشوح أن ترميم الأوابد التاريخية يندرج ضمن هذه الخطة وهي صون التراث الثقافي المادي، مشيرة إلى أنه تم تنفيذ ثلثي مشروع إعادة تأهيل صرح المجاهد سلطان باشا الأطرش.
وأشارت إلى أنه بالتعاون مع وزارة السياحة سوف يتم العمل على ترميم قاعة العرش في حلب، مؤكدة أنه بالتشاركية مع الأمانة السورية للتنمية سيتم العمل على ترميم خان الشونة إضافة إلى أن الوزارة حصلت على منحة من سلطنة عمان تقدر بنحو 200 ألف دولار لترميم منزل تراثي في حلب وإعادة الحياة الاجتماعية والثقافية له.
وأكدت مشوح أن من المشاريع أيضاً إحداث متحف فني افتراضي للفن الحديث لصون وتوثيق كل موجودات وزارة الثقافة والمنتج الثقافي التشكيلي، كاشفة أن هناك مشروعاً مهماً وهو ترميم الوثائق التاريخية وحفظها وتوثيقها وأهمها الوثائق في مكتبة الأسد وهناك برامج لإعادة تأهيل وتدريب الكوادر رغم أنه قليل في هذا المجال.
وبينت أنه من أهم برامج حماية التراث الثقافي اللامادي هو إصدار قانون التراث اللامادي، كاشفة أنه يناقش حالياً في اللجنة الدستورية والتشريعية في مجلس الشعب وهناك بعض العقبات والصعوبات سيتم تذليلها بالتوافق بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، لافتة إلى أن المرحلة المقبلة وتوثيق محتويات مديرية التراث وحصر وتوثيق عناصر اللامادي وبعد ذلك ترشيح بعض عناصر اللامادي وإدراجها على قائمة التراث العالمي وهناك إنجازات في هذا المجال فتم تسجيل مسرح خيال الظل والوردة الدمشقية.
لقطات
ذكرت الوزيرة مشوح أثناء ردها على مداخلات الأعضاء أنها ترجمت كتابين حول المؤامرة على سورية فقال لها أحد أعضاء المجلس «ما هديتنا أي كتاب» فكان جوابها طريفاً قائلة: «شو بدي أهدي لأهدي أكتار أنتم ما شاء الله».
ومن اللقطات أن النائب خليل خليل قال: أثناء مداخلته: «أعطني مسرحاً أعطكم شعباً».