يتابع المخرج محمد زهير رجب تصوير مشاهد الجزء الحادي عشر من مسلسل «باب الحارة» في حارات دمشق القديمة، وهو العمل الذي ألفّه مروان قاووق وتنتجه شركة «قبنض» للإنتاج والتوزيع الفني.
ربما يمتد العمل لعشرين جزءاً وربما أكثر ما دام مطلوباً من القنوات والجمهور العربي تحديداً.
تتصاعد أحداث الجزء الجديد في التشويق والإثارة، في زمن الاحتلال الفرنسي لسورية عام 1945، وهو عمل بيئي شامي مبني على الحب والكراهية والعنف وحب التملك وسيطرة القوي على الضعيف، مؤلف من 30 حلقة، مدة كل حلقة 40 دقيقة.
ويعالج العمل حسب صنّاعه قصصاً وحكايات شعبية في الحواري الدمشقية بما فيها من علاقات اجتماعية وصراعات وحكايات بطولة شائقة، كما يسلط الضوء على الاحتلال الفرنسي الذي بات وشيك الخروج من البلد بعدما نهب خيراتها وقتل شبابها وفكك تلاحم أناسها وعمد إلى البقاء فيها بقوة السلاح.
ويشهد الجزء الجديد عودة عدد من نجوم الأجزاء السابقة مثل زهير رمضان بشخصية «أبو جودت» ورنا الأبيض بشخصية «المحامية جولي» وسحر فوزي بشخصية «أم بشير» ورامز عطا اللـه بشخصية «أبو ساطور» ومصطفى المصطفى بشخصية «مزين»، إضافة إلى مشاركة عدد من الوجوه التي لم يسبق لها المشاركة في العمل مثل رضوان عقيلي وعبير شمس الدين وربا المأمون. ويؤدي أدوار البطولة أيضاً كل من سلمى المصري ونجاح سفكوني ونظلي الرواس وأمانة والي وتيسير إدريس وتولين البكري وجلال شموط وقاسم ملحو وفاتح سلمان وعلي كريم وهدى شعراوي ومحمد قنوع وأمية ملص ومرح جبر ووسيم الرحبي وأيمن بهنسي وسوسن ميخائيل ويحيى بيازي وأكرم الحلبي وعادل علي وفاديا خطاب ورهف الرحبي ورائد مشرف وريم عبد العزيز وسمر عبد العزيز وهلا يماني وفوزي بشارة وفاتن شاهين وأسامة السيد يوسف ومصطفى العادل وبسام مرهج ورشا رستم وهلا بدري.
عملية تجديد
أكد مخرج العمل أن الجزء الحادي عشر هو استمرار للجزء العاشر بعملية تجديد حاولنا فيها جاهدين تقديم عمل يرقى لمستوى المشاهد في العالم العربي.
ورأى أن تجربة الجزء العاشر احتاجت لجهد كبير للوصول إلى هذه النتيجة، واعداً بأن يكون العمل بجزئه الجديد بمستوى أهم وأكثر تشويقاً.
وقال إننا بدأنا الجزء العاشر بقصف الاحتلال الفرنسي للبرلمان ولأحياء دمشق في شهر أيار عام 1945، وفي الجزء الجديد سنكمل الحدث ضمن إطار تشويقي وأحداث جديدة مع محاولة للاقتراب من الواقع الدمشقي في تلك الفترة.
غيابات وبدائل
شهد الجزء الجديد العديد من الغيابات لأسباب مختلفة، منها متعلقة بالسفر وأخرى بارتباطات فنية ثانية رغم أن مشاركة البعض تعذرت رغم توقيعهم عقداً رسمياً.
من هؤلاء يامن الحجلي وحل عوضاً عنه زامل الزامل «شكري»، وأيضاً ريام كفارنة وحل محلها نادين قدور «الحكيمة ليلى»، كما اعتذر رامز الأسود وحل بدلاً منه باسل حيدر «محجوب» واعتذرت أماني الحكيم وستؤدي شخصية «أم نبيل» عوضاً عنها رنا جمول، واعتذر جوان خضر ليكون غابرييل مالكي عوضاً عنه بشخصية «بسام المخللاتي» وكذلك طارق مرعشلي ليكون يامن فيومي بديلاً منه بشخصية «فتحي المخللاتي»، كما يؤدي غسان عزب شخصية «أبو بسام المخللاتي» عوضاً عن زهير عبد الكريم.
أما علاء قاسم فسيغيب وتغيب معه شخصيته «فادي» لأسباب رقابية، على حين يغيب الممثل الكبير محمد الشماط بسبب مرضه وسيؤدي محمد خاوندي دور «الخضرجي» عوضاً عنه.
الشخصيات
تظهر رنا الأبيض بشخصية «المحامية جولي» التي غابت عن الجزء العاشر وظهرت سابقاً في الجزء التاسع، وستكون سنداً لأهل الحارة الجديدة «حارة الصالحية» بعدما هدم الاحتلال الفرنسي حارة الضبع، وستساعدهم وتقف إلى جانبهم في العديد من القضايا، وتمثل الوجه الحضاري للمرأة الدمشقية المثقفة والمتعلمة والقوية والمنفتحة.
ويعود زهير رمضان بشخصية «أبو جودت» الذي يدخل «حارة الصالحية» بعدما كان رئيس مخفر لأربع حارات، فيكتشف أموراً جديدة لم تكن موجود في تلك الحارات، كما يقلل من شأن «أبو مشعل/قاسم ملحو» وتنشأ بينهما حالة ربط جميلة.
وتصور أمانة والي مجدداً شخصية «أم رمزي» التي تشهد تطورات وتقلبات وتصبح أقوى وتتخذ مواقف أكثر وتصبح علاقتها بزوجها وابنها مختلفة.
أما صالح الحايك فيطل بشخصية «المختار أبو رسمي» علماً أنه ظهر في الشخصية نفسها في الأجزاء الثالث والرابع والخامس، ثم غاب عن الأجزاء السادس والسابع والثامن والتاسع، قبل أن يعود عبر الجزأين العاشر والحادي عشر.
ويعود مصطفى المصطفى ليجسد شخصية «مزين فتوح» التي سبق أن قدمها في الجزء الثامن والجزء التاسع قبل أن يغيب عن العاشر ويعود في الجزء الجديد هذا العام، حيث ستظهر الشخصية بظروف ثانية وفي حارة أخرى، لنرى كيف ستؤثر هذه التغييرات في علاقته بـ«أبو جودت/زهير رمضان».
سحر فوزي الغائبة منذ الجزء السابع ستقدم شخصية «أم بشير» التي ستشهد العديد من المفاجآت بأحداث ومستجدات غير متوقعة. ويستمر يحيى بيازي بشخصية «أبو نحلة» وهو شخص مكبوت وزوجته متحكمة في حياته لدرجة أن تأخذ منه غلّة بسطة الفلافل ولا تعطيه مصروفه.
شخصية «العكيد راتب» التي يؤديها فاتح سلمان ستستمر بشهامتها ورجولتها، مع إدخال خط رومانسي لم نشهده أبداً على شخصية العكيد.
ويستكمل محمد عمر شخصية «عابدين» الشاب الشهم والقبضاي والمحبوب من كل أهالي الحارة، لكنه في الجزء الجديد سينفصل عن زوجته مع كثير من الأحداث والتفاصيل.
وتظهر رنا حيدر بشخصية «كرم» التي يرفض والدها تزويجها من «يحيى» ابن «العكيد أبو النار»، ويعامله بقسوة شديدة وخاصة بعد أن تصبح قصة حبهما على ألسن أهل الحارة.
ويقدم طارق الشيخ شخصية «عزت» بائع شراب العرقسوس في حارة الصالحية، علماً أنه شخص بسيط جداً ويحظى بمحبة كل أهل الحارة.
ويؤدي وسيم الرحبي شخصية «الكومندان جان» وهي ذات الشخصية التي قدمها في الأجزاء السابع والثامن والتاسع والعاشر، وهي شخصية تمثل الانتداب الفرنسي، ولها أبعاد كثيرة بكل ما تعنيه الكلمة، وتمثل الشر في العمل، وتشكّل الاحتلال الفكري والاقتصادي والاجتماعي.
وتستمر سماح سرية بتأدية شخصية «سهيلة»، الفتاة المنتمية لعائلة «أبو رمزي»، وتعيش في الجزء الجديد تناقضاً غريباً، حيث تعرف أن شقيقها «شكري» هو من قتل خطيبها «عزام»، لكنها لا تريد تصديق ذلك، فتعيش صراعات بين أن تفضح شقيقها وبين محبتها لشقيقها والسكوت عن جريمته، علماً أنه أناني ولا يحب إلا مصلحته.
شخصيات جديدة
يشهد الجزء الحادي عشر ظهور شخصيات جديدة ومشاركة أولى لعدد من الفنانين.
رضوان عقيلي سيقدم شخصية «أبو سرور» شقيق «الإدعشري» الذي مات مع نهاية الجزء الأول وأداه الممثل بسام كوسا، وهو شخص ماكر وغدار كأخيه محاولاً إثارة المشاكل في الحارة، لكنه يختلف عنه بارتداء الملابس الأنيقة والراقية.
وتؤدي عبير شمس الدين شخصية «اعتدال»، وهي امرأة سورية قادمة من لبنان إلى الحارة للانتقام من أحد الأشخاص، تحاول شراء أكبر عدد من الأملاك لهدف معين، وهي شخصية قوية وأنيقة ولافتة للنظر.
وتقدم ربا المأمون دور «رئيفة» وهي جاسوسة من الفرنساوي، تقوم بالتجسس على أهل الحارة لتنقل أخبارهم، فتدخل إلى بيوتهم بحجة البحث عن ابنها.
ويؤدي أسامة حلوم شخصية «جورج فارس» الذي أصدر ثلاث جرائد في دمشق، أولها جريدة سياسية ناطقة باللغة الفرنسية اسمها «لا سيري» ألحقها بجريدة ثانية اسمها «صدى دمشق» وثالثة بعنوان «أصداء سورية»، قبل أن يتعاون مع زميله منير الريس على إصدار صحيفة يومية اسمها «جريدة بردى» بعد جلاء الفرنسيين عن سورية، إضافة إلى إنشائه سينما «الهبرة» في حي باب توما. هذه الشخصية موجودة فعلاً وموثقة بالتاريخ.
ويشارك عبد الناصر المرقبي بشخصية «أبو شامان» الذي يخرج من السجن ويصبح مساعداً للعكيد أبو النار من دون مقدمات.
وفاة وغياب
بعدما حضرا المؤتمر الصحفي للعمل، توفي الممثلان مأمون الفرخ في 21 أيار وطوني موسى في 9 آب من العام الجاري، وبالتالي فقد تأكد غيابهما عن الجزء الجديد.
واحتراماً لروحي هذين الممثلين فقد قرر المخرج محمد زهير رجب إلغاء شخصيتي «أبو نكاشة» و«أبو منشار» بشكل نهائي معيداً صياغة خطهما الدرامي بعدما كان النص جاهزاً.
أما الممثل نبيل حلواني الذي توفي في 26 تشرين الأول فإنه سيكون حاضراً في الجزء الجديد بعدما أنهى تصوير كامل مشاهده قبل رحيله بشخصية «أبو صياح».