شبكة سورية الحدث


لقاء مجهول للكاتبة صبا عبدالله

لقاء مجهول للكاتبة صبا عبدالله

لقاء ‏مجهول

في مسابقة الشكوى لا ينتصر أحد..

لذلك يُصيبني شعور بالغثيان كلما قررت البوح بمشاعري لأحدهم، فأحصد شكوى مماثله، أو أضخم!

أظن أننا فقدنا قدرة الاستماع لأحدنا الآخر.. 

يُثرثر الناس عن أحزانهم وأوجاعهم، ولا أحد يستمع،

حتى تتراكم الشكاوي بعضها فوق بعض، ثم تختفي!

أما أنا فأكتب عن هذا الفراغ السحيق داخلي.. 

أكتب لأن الكتابة هي الشيء الذي أبرع فيه، هي الشيء الوحيد الذي لن يُبادلني الشكوى!

لا صيغَ تكفي هذا الضياع.. 

لا حبَّ يجمعني مع نفسي.. أحاول أن أُحبّها فتُكرر ما نهيتها عنه مرارآ، وأعود اكرهها!

كيف يعيش المرء مع شيء يكرهه؟


يتلاشى الغيم.. 

حقآ تجعلني الشمس في مزاجٍ جيد، لولا الندم. 

أيمكنني الحصول على فرصة أخرى.. 

للمرة الألف؟!

السور الفاصل بين منزلنا والشارع غليظ كالغياب.

أتمنى لو انني أعرف كيف بدأ كل هذا.. وكيف آلت الأمور لهذا الحد! 

أريد أن أرى سُبلآ جديدة للنجاه.. طريقآ طاهرآ يبعث في جسدي الراحه... 

طمأنينة صغيرة بهذا الحجم، تُزيح عن قلبي القلق. 


على المرء ألا يشيخ.. عليه أن يبقى طفلآ للأبد.. 

فيقدر على مجابهة الحياه! 

حتى الذين نحبهم.. عليهم ألا يكبروا أبدآ.. 

فلا نشهد الوداع مجبرين. 

كل الشوق المضمر في داخلي نحو اكتشاف شيء ما.. 

نحو ملاقاة شخص ما.. 

يأكل ملامحي. 

من الصعب الاستمرار على هذا الحال.. 

على هذا الكذب. 


في الحديث عن ليالي الأنس التي كانت تحمل فرحآ حقيقيآ غير مزيف، تدمع عيني.. 

كان يجب علينا أن نوقف المشهد هناك.. حيث كان الجميع حاضرآ، وسعيد. 

روحي مشتته.. أحتاج خيطآ ولو رفيعآ لأتمسك به.. 

شغفٌ يروي فاقدي الأمل. 


أنا جزء من شيء..

شيء لا أعرفه.. 

أتوق للقاءه.

التاريخ - 2021-03-08 5:23 AM المشاهدات 823

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا