شبكة سورية الحدث


أيام الربيع بقلم الكاتبة منار آصف محرز

أيام الربيع بقلم الكاتبة منار آصف محرز

يوم مزاجي من أيام الربيع .. 
أضحك على نفسي ممثلة أني على قيد الحياة .. 
ابتسامة تتربع على وجهي 
القليل من الكلام أو اصمت 
هكذا هي الحال في شوارع المدينة ..
اتقمص السعادة علها تأتي فعلا وتلبسني كما تفعل الأوراق بالشجر 
إلى حد الآن أنا اقف .. 
اذهب إلى غرفتي افتح الباب واغلقه بقوة تاركة ورائي بسمات وجهي تتعانف كما أفعل وجميع الناس عند رؤيتنا للسرفيس 
اخلع عني سعادتي وثيابي 
افتش على ثوب خفيف لا يثقل على جسدي ولا يحمله عبئا كما نفعل نحن مع اهلنا .. 
ابحث عن ذاك الثوب من بين تلة الملابس التي آبى أن ارتبها خشية على عقلي من الضياع .. 
افتح نافذتي الكبيرة ثم اغلقها خوفا من ولوج بسماتي من هذا المعبر .. 
إلى حد الآن أنا اقف .. 
اذهب وجسدي يغزوه الكسل إلى المطبخ الذي ليس بمطبخ فعليا .. 
وآخذ صحن فارغ ومباشرة إلى البراد افتحه وعيني يسيل منهما الجوع .. اصفن فيه خاويا حتى نصف الليمونة لم تعد كذلك ... ! 
اضع صحني البائس جانبا وانا انظر إليه بوداع قطة لتلك الوجبة الدسمة التي أضحت تخيل لها كلما نظرت إلى صحنها الفارغ .. 
اتجهت نحو السرير صديقي الدائم .. هبطت عليه كمن يهبط من طائرة مسافرة من سوريا إلى سويسرا ،
حينها بدأت أتأمل سقف النجوم الذي يكاد أن يفرغ كل النجوم على وجهي بسبب المطر .. المطر الذي ليس بمطر أصلا .. 
اسمع الباعة الجوالين و ابلع رضابي .. 
وإلى حد الآن أنا أقف 
أخذت سيجارة وشرعت ألفظ كل الجوع ، العطش ، الخوف ، الحزن ، والحب خارجا.. 
وعندما أنهيتها اخذت ألملم كل أطرافي وأدخل إلى قوقعتي .. 
 
أما الآن فلم أقف .. اكتفيت بالغرق في النوم .
  

#منار_آصف_محرز

التاريخ - 2021-04-01 9:07 AM المشاهدات 850

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا