وجد في الهند وحدها 10 آلاف نادي ويؤكد المشاركين في هذه الأندية على أنهم تخلصوا من الكثير من الأمراض عن طريق الضحك فضلا عن علاج البدانة والحالة النفسية المستقرة وذلك فقط من خلال التدرب على الضحك لمدة 15 دقيقة يوميا".. وقفت إحدى السيدات، وتقدمت بثبات نحو مركز الدائرة التي كانت تجلس في أحد أطرافها مع مجموعة من الأشخاص مكونة من10 أشخاص… وصلت إلى المنتصف، جلست القرفصاء رفعت يديها وأومأت برأسها بقوة وسرعة من الأعلى إلى الأسفل متظاهرة بأنها دمية تؤدي دورها في مسرح الدمى. التف أعضاء آخرون حولها وراحوا يحركونها بخيوط خفية من الأعلى وكأنهم يساعدونها، عندها قدمت السيدة مونولوجاً صغيراً مبتكراً، استعانت فيه ببعض الأمثلة الشعبية. وخلال أدائها لتلك الوصلة الكوميدية كان الآخرون يتمايلون من جهة إلى أخرى ضاحكين ملء أفواههم. كانت الجلسة التي استغرقت نصف ساعة عبارة عن حفلة ضحك جماعية حيث يقوم كل عضو بأداء حركي أو تمثيلي ساخر، مستحضراً أحد المواقف أو الأحداث المضحكة. "أوان" هنا تلقي ضوءاً على موضوع العلاج بالضحك بهدف التعريف بنشأته التاريخية، وتطوره، وامتداده إلى المجتمع الكويتي. عرفت البشرية مزايا الضحك منذ العصور القديمة. وثمة مقولة في الغرب تقول عندما يضحك المرء فإن العالم بأسره يضحك معه، وعندما يبكي فانه يبكي وحده. وفي الصين يقول المثل الشعبي "الضحك يجعلك تبدو اصغر عشر سنوات بينما يحيل البكاء شعرك إلى اللون الأبيض". "العلاج بالضحك" أو كما يسميه البعض "يوغا الضحك" أحد أحدث الأساليب لعلاج النفس والبدن معاً، ففي كثير من دول العالم أصبح وجود أندية للضحك يديرها أطباء ومختصون نفسيون أمر شائع. العالم الألماني أوتو فاربورج، الذي فاز بجائزة نوبل عام 1931 لبحوثه في علم وظائف الأعضاء في مجال أمراض السرطان، قال إن نقص الأوكسجين هو سبب كافة أنواع السرطان. وان الضحك هو أفضل وسيلة لضخ مزيد من الأوكسجين لخلايا الدم". وفي عام 1999بدأ الطبيب الهندي كاتاريا السفر حول العالم للترويج لحركة يوجا الضحك بدءا بالولايات المتحدة، إلا ان ألمانيا صارت أول بلد خارج الهند يطلق ناديا ليوجا الضحك. وفي عام 2001 أغلق الدكتور كاتاريا عيادته الطبية لتأسيس حركة يوجا الضحك الدولية والتفرغ الكامل للترويج لها. وهو يرمي لإقامة خمس جامعات دولية ليوجا الضحك - واحدة في كل قارة - فضلا عن جامعة متنقلة ستكون عبارة عن سفينة يطلق عليها اسم " إس إس شانتي" التي تعني السلام باللغة السنسكريتية. أنواع العلاج يوجد الآن العديد من أنواع العلاج المستخدمة من قبل الأطباء والمعالجين النفسيين والمتخصصين في مجال الصحة العقلية، التي يُستخدم فيها روح الدعابة والضحك كنوع من أنواع العلاج، والشفاء من بعض الاضطرابات الجسدية والعقلية والروحية، والنفسيه، من دون الاقتصار على المتخصصين فقط. العلاج بالدعابة هو الاعتماد على الدعابة في علاج النفس، باستخدام وسائل من الكتب وبرامج الترفيه والأفلام والروايات التي تشجع على ضحك المريض. من الممكن أن يتم ذلك بشكل فردي أو في شكل مجموعات علاجية، إلا أن الثانية لا تأتي بالنتيجة المرجوة، وخاصة إذا كان الطبيب هو من يقوم بتقديم العلاج وليس المريض لنفسه، ذلك لأنه من الصعب أن ينظر جميع المرضى المشاركين في حلقة الدعابة إلى المواد المقدمة إليهم على أنها تقدم "مزحة" تساعدهم على رفع روحهم المعنوية.. فقد لا يجد البعض فيها كذلك. يتم في إطار الإقامة بالمستشفيات ومراكز العلاج المتخصصة، حيث يتواجد "المهرج" الذي يكون جزءاً من العلاج، وذلك بالمرور على الغرف وتقديم العديد من المهام التي تساعد على العلاج وخاصة للأطفال من: السحر، اللعب والموسيقى والمرح أو بتقديم الحنان للطفل. ومن مزايا هذا العلاج أنه يقوى روح التعاون عند الأطفال، ويقلل القلق عند الطفل الذي يريد تواجد أبويه بصفة دائمة معه، كما يقلل الحاجة إلى استخدام المهدئات لدى البعض، ويحد من الإحساس بالآلام ويحفز من كفاءة وظائف جهاز المناعة. ونجد أن هذا النوع العلاجي ليس مقتصرا على المستشفيات فقط، وإنما يمكن توظيفه في ملاجئ الأطفال والحضانات وأماكن الحرب والسجون. وهنا يقوم الطبيب بإعداد "ملف محفزات الضحك" لمريضه، وذلك بجمع المعلومات من الشخص الذي يريد هذا النوع من العلاج عن الأشياء التي تحفزه على الضحك منذ طفولته من مواقف ونكات يفضلها. ويقوم الطبيب من خلال هذه المعلومات بتدريب الفرد على بعض من التمارين التي يمارسها لتحفزه على الضحك كما يذكره بأهمية العلاقات الاجتماعية كجزء من العلاج. ويقع على عاتق الطبيب عامل كبير وهو كيفية التفريق بين ما يفسره المريض على أنه دعابة من وجهة نظره وما ليس بدعابة، وهذا الأمر ليس بالشيء الهين. التأمل بالضحك يوجد وجه للشبه كبير بين التأمل بالضحك وبين التأمل العادي الذى يقدمه فيدو على صفحاته. وهذا العلاج يمكن أن يقوم به الشخص بمفرده من دون اللجوء إلى المشورة الطبية أو المساعدة المتخصصة. والتأمل بالضحك هو عبارة عن تمرين يستمر مدته إلى ما يقرب من (15) دقيقة ويُجدي أكثر مع الأشخاص الذين يجدون صعوبة في الضحك ولا يخرج منهم بشكل تلقائي. ويتكون تمرين الضحك من ثلاث مراحل: المرحلة الأولى هي مرحلة الإطالة – حيث يقوم الشخص بتوجيه كل طاقاته إلى إطالة كل عضلة من عضلات جسده من دون ضحك. أما المرحلة الثانية هي مرحلة الضحك – يبدأ الشخص في الضحك تدريجياً بالابتسامة حتى يصل إلى الضحك العميق من المعدة أو الحاد أيهما يصل إليه أولاً. أما المرحلة الثالثة هي مرحلة التأمل – يقوم الشخص بالتوقف عن الضحك ويغلق عينيه ويتنفس من دون صوت مع التركيز الشديد. يوغا ضاحكة تتشابه إلى حد كبير باليوغا التقليدية، ويمكن ممارستها في مجموعة أو في ناد. واليوغا هنا تكون إما بغرض العلاج التكميلي أو الوقائي، وهي عبارة عن تمارين تستمر لمدة (30-45) دقيقة يقودها شخص متدرب وتشتمل على الخطوات التالية: تمارين التنفس، اليوغا، الإطالة مع ممارسة الضحك. لا يتم الاحتياج هنا إلى استخدام أي مواد أو اللجوء إلى ما يبعث على الضحك. فوائد للجسد يمثل الضحك مساحة لاختبار مشاعر السرور المتنوعة من بهجة، وسعادة، وارتياح، واسترخاء وقد أظهرت دراسة علمية حديثة أن الضحك يحسن من الصحة ويعتبر رياضة فعالة يمارسها الجسم من الداخل. إذ يساعد على وصول الأوكسجين إلى الدم بصورة أفضل، كما يؤدى إلى افراز الهرمونات المثيرة للنشوة ومنها هرمون " الأندوروفين"الذي يسمى بهرمون السعادة ويشبة تأثيره تأثير المورفين (أقوى مسكنات الألم )، وهو عبارة عن مادة باعثة على النشوة والراحة والرضا النفسي. ويقل أثناء الضحك إفراز هرمونات الضغط النفسي والجسدي، كالأدرينالين وغيرها، التي تعلو نسبتها في حالات الاستثارة الزائدة مما يسبب مشاكل في جهاز المناعة والقلب والغدد والدماغ. وتأكيدًا لتأثير الضحك الإيجابي على الصحة النفسية والبدنية للإنسان،
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا