أنا ورقة بقلم رويدة سائر عيد

إنّي ورقةٌ فارغة ، مليئة باللاشيء .
سطوري عوجاء ، انحرفت خفية وبشكل مريب عن مجراها .
حروفي مُحترِفة ، محترفة الرقص لا التجمع وتشكيل الكلمات .
كُل حرف يسعى نحو مُبْتغاه ، يهوى الرقص بطريقة تجعله في حالة اغْتِباط تام.
ورقة ذات أطراف ، تجرّ نفسها نحو بِرْكة من اللاوَعي .
أسقطُ بها ، أبْتلُّ رويداً رويداً ، سطراً يتبعه سطر.
اسْتَجمّ بعيداً عن تُرَّهات الكوكب ، هُرَاء الأقارب ، مُعضِلَات الدنيا كافة ، وكُتب التَبَرُّم خاصتي ، ألتقط أنفاسي الأخيرة بصعوبةٍ بالغة .
أرفع رأسي أم رأس ورقتي ، لايهم .
أسرقُ شهيقاً ليس من حقي وأخفي زفيري .
أجلس على حافة البِركة ، أراقبُ جسد ورقتي يغرق ، أمسكُ منشفة ، أجفف لطخات اللاوَعي المتبقية على روحي .
آخذُ قلماً وأضعُ عنواناً بخطٍ عربيّ ، أنا وَرَقة .
وأجّم بعض السطور المستوية لأكتب العرض .
ابتدى العرض بأنا وانتهى برويدا .
نهايةً ، أضعُ قلمي ، آخذ شهيقي المستحق فأنا وَرَقة تدعى رويدا .
-زفير- 

رويدة سائر عيد