سورية الحدث الاخبارية - السويداء- معين حمد العماطوري
يبقى السادس من ايار يتجدد منذ عام 1914 و1916 وفي كل عام لخصوصيته بتاريخ سورية المعاصر، اذ مذ قدم ابناء الوطن باكورة شهداء 11 اذار عام 1914 على مشانق الحرية في ساحة المرجة على يد المستعمر العثماني جمال باشا السفاح وقام بتنفيذ حكم الاعدام بساحة المرجة ..ومن هؤلاء الابطال الشيخ ذوقان الاطرش والد المغفور له سلطان باشا الاطرش ويحيى ومزيد عامر ومحمد القلعاني والشيخ ابو هلال هزاع عز الدين وحمد المغوش فهؤلاء خلدوا بالذاكرة الوطنية ايقونات حينما وقف الملقن وهو الشيخ المفتي لدمشق ورأى واستمع الى الراحل الكبير الشيخ هزاع عز الدين الحلبي يردد ما ردده الحلاج حينما اعدمه حامد بن العباس، فوقف مذهلا وصرخ بصوته الاجش :/ وحق الكعبة انكم لمظلمون انكم مسلمون مسلمون حقا/ لان التهمة كانت انهم مخالفين للشريعة الاسلامية، بغية نشر الفتن الطائفية الذين ما زالوا يحاولون اللعب على اوتارها الى اليوم... ما دفع الشاعر ان يقول:
اكرم بحبل غدا للعرب رابطة
وعقدة وحدة للعرب معتقدا
ولهذا قافلة شهداء السادس من ايار جاؤوا بعد هذه القافلة لتشهد بيروت الحزن ودمشق الفيحاء ان السفاح جمال باشا باعواد مشانقه خلد لنا جيلا من الشهداء ...
وربما ما دفع الثوار حينما دخلوا المرجة في ثلاثين من ايلول 1918 ان يهزجوا باصواتهم:
زينو المرجو ترى المرجة لنا
زينو المرجة لتلعب خيلنا
هي ردا على السفاح واعوانه من اعمالهم الاستعمارية واعواد مشانقه...وحين اصروا على رفع العلم العربي الذي امتشقه صالح طربيه مرتفعا فوق اكتاف شقيق سلطان الاطرش ليرفع بساحة المرجة العلم العربي السوري اعلانا بجلاء الاستعمار العثماني انشد معذى المغوش مستاثرا لاهله قائلا:
عرش المظالم انهدم
والعز طب بلادنا
راحت عليكم يا عجم
ذبح الاعادي دابنا
حنا حماتك يا علم
بارواحنا واكبادنا
ليصبح السادس من ايار عيدا وطنيا ومناسبة للمجد والخلود وبهذا العام منذ فجر عيد الشهداء قام أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي بالسويداء اللواء فوزات شقير واللواء معن اسعد قائد شرطة المحافظة ورئيس مجلس المحافظة رسمي العيسمي وعدد من أعضاء قيادة فرع الحزب ومجلس الشعب والمكتب التنفيذي في المحافظة ، وعدد من ضباط الجيش والقوات المسلحة والقيادات الحزبية والشعبية والنقابية اليوم بزيارة النصب التذكاري للشهداء في موقع المزرعة ووضعوا إكليلاً من الزهر على أضرحة الشهداء وقرؤوا الفاتحة على أرواحهم الطاهرة...
كما وأزاح أمين الفرع وصحبه الستار عن النصب التذكارية للشهداء، شاهر سمير الحسين في بلدة المزرعة، ومنصور حمد حماد في قرية كفر اللحف ، وصرح مدافن شهداء بلدة القريا ، والشهيد عباس حمد الشاعر في قرية بوسان ، ووليد مزيد غانم في بلدة المشنف ، والشهداء مكرم نسيب سلام وخالد فواز المتني ومجد سمير سلام ومازن صياح المتني في قرية الكسيب ، وربيع محمود غانم في فرية مفعلة ووضعوا اكاليل من الزهور على اضرحتهم وقرؤوا الفاتحة على ارواحهم الطاهرة....
وبدوره اكد أمين فرع حزب البعث ان الشهادة عز وكبرياء وفخار وقيمة القيم وذمة الذمم مشيرا إلى أنه من شموخ وعنفوان وعيون أسر الشهداء نستمد العزيمة ومن نظراتهم الواثقة بحتمية الانتصار يقينا أن وطناً فيه أمثالهم لا خوف عليه مهما اشتدت المحن وعظمت المؤامرات...وستبقى دماء الشهداء برهانا واضحا عن عمق العلاقة بين الشعب والارض والامتداد القائم بين الاجيال المتعاقبة...
وقد أعرب اهالي السويداء وذوي الشهداء عن اعتزازهم وفخرهم بشهادة أبنائهم الذين قضوا من أجل وحدة البلاد وسلامة العباد محافظين على الارض والعرض داحرين الارهاب باشكاله معززين معنى ودلالة قيمة التراب السوري وعزة وكرامة وسيادة الوطن مؤكدين أن الوطن يعلو ولا يعلى عليه....لانه الثابت ماضيا وحاضرا ومستقبلا بفضل ايمان الشعب بالوطن وقائده.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا