نحنُ الذينَ كَبرنا في الحربِ
نمشي إلى أحلامِنا حُفاة الأرواح ،
و كُلّ الطرُق شظايا .
نحنُ الذين عايَشنا الدماء و الغلاء و العناء
نمشي إلى أقدارِنا بخِفّةِ الفراشات ،
و كُلّ الورودِ ذابِلة بِلا رحيق .
نحنُ الذين خُلِقنا من نارٍ و رصاصة ،
و صارعنا النفوسُ الضعيفة ،
صنعنا من رائِحةِ البارودِ عِطراً ،
و مِن نشائِر الأمواتِ كُتباً و دروساً .
نحنُ الذين استندنا على أكتافِ بعض ،
و شربنا من كأسِ العلقم ذاتِه ،
رممنا أجسادِنا بأغصانِ الزيتون ،
و انتفضنا في قلوبِنا كأقواسِ قزح ،
حملنا السنابِل طوعاً ،
و أضئنا الشُرفات بنجومِ الحُبّ .
كي ننسى ..
كي نتخطى ..
أصواتُ المدافِع
التجأنا لأغاني التسعينيات !
لِننتشِل الحزن بالغضب ، و نبدِّل الوهم بالقُبَل .
نحنُ الذين كَبرنا في الحربِ ،
إِنْ مُتنا ،
ماتَ صوت مَن كانوا قبلنا ،
و اختفى نور من سيأتي بعدنا ،
نامَ العصفورُ في المدخنة ،
و سكتَ الديكُ في كُل صباحاتِنا ،
عفّن العجينُ في خُبزِنا ،
و راحت الدروبُ تُنادي بإسمائنا ،
عودوا يا أبناء الحرب ، فإنتهت كُلّ الحلول و بقيتُم أنتُم حلّنا .
| حنين مصلح جعفر |
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا