في كلّ رسالةٍ أكتبها إليك تلازمني الحيرةُ ذاتها، بماذا أبدأ !؟
وفي كلّ مرة أجدني أتركُ مئاتِ المواضيعِ وآلاف الكلماتِ المتزاحمةِ في رأسي الصغير، لأبدأ بك ..
غريبي الجميل .. يا دمعة الشوق في عينيّ القدر :
كلّما أردتُ أن يحلَّ بيني وبينك وداعٌ أخيرٌ أجبرُ نفسي لأكتبَ وداعيّة تليقُ بك، أحكي لكَ فيها اشتدادَ اليأسِ بي، ضيقَ الأحلامِ وقسوةَ الأيامِ وانقطاعَ الفُرص..
أحكي لك فيها كلّ ما لم يهَبني الوقت فرصةَ قوله لك مباشرةً ..
الملفتُ في الأمر أن وداعِيتي لا تنتهي، أقررُ حينَ إنهائي لها أنّها النهاية، لكنها لا تنتهي أبداً، ككلّ الأشياء التي تنتهي إليك وتبدأ معك..
وكأنّ شمسَكَ ساطعةٌ داخلي، لا تبتَغي الغروب!..
وكأنّ وجهَكَ مستوطِنٌ كل الأماكن، كل التفاصيل، وكل الوجوه..
أراكَ كلّما أشحتُ بأفكاري بعيداً، كلّما بسطتُ كفيّ أمام وجهي لأحكي لهِما قلّة حيلتي، أراكَ كلّما مرّت أمامي ذكرياتي، كلّما تُقت إلى الوصول، كلّما اكتسحَت أدمُعي مُقَلتيّ، كغيثٍ يَروي الرّوح دون أن يُرى، كتربيتةٍ تمسحُ على خوف القلب ليهدأ، كجوابٍ يزهِرُ في عقلٍ أعياه التساؤل، كنظرةٍ يتبعُها العناق المنتظر، ككل الأشياء الجميلة التي تأتي دوماً ولا تملها، غير أنك لا تأتي ..
غريبي وغربتي وغرابةَ شجوني وأُنسي :
أقسمُ بأنّ نزعك من داخلي هو أصعب عليّ من نزعِ الرّوح إن أمر خالقها...
وبأنّ برد ليلي دون ليلك أشدُّ على نفسي من بردِ ألف شتاء ...
أعلم بأنك ستقرأ، وستدرك كل كلمة لما قيلت ...
لذا أريدك أن تعلم بأن النبض لن يموت وهو منك ..
وأنك الشخص الأول الذي أحلّ عقدة كبريائي وانعدام ثقتي بمن حولي، لتكون ملجئي الأول و وطني الأخير..
وأنني عشت سنيّ عمري مفعمةً بك وحدك..
وأنني كسرتّ قاعدةً تقول بأن لا أنثى في هذا التاريخ ماتت روحها في سبيل رجل تحبّه
وبأنني لا أريدك أن تعود ... فقط أريدك أن تعلم ..
.
مرح وائل محفوض
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا