في إحدى دخلات الشوّارع المُدرَّجة بالمنازل الفخمة كان يعمل العجوز بائع الخُبز الشهّي المشهور بلطفه وحُسن معاملته..وإعطائه الخبز المّجاني لأصدقاء ولده الوحيد..الذي لم يكن يتجاوز المرحلة الدراسية بعد..وعندما كان يمشي في جامعته لم يكن يسمع من زملائه الأثرياء الا الإهانات عند توجيه التحية إليهم..هل تعرفونه!..أليس ابن بائع الخبز؟!..ها قد جاء الفقير..
كان يغمض عيناه ويمشي متناسياً ماقد سمعه..يومياً الكثير من الضحك..عليه وليس معه
بعد سنين عديدة عندما تخرّج من الطب النفسي ..أصبح الأغنى في منطقته..واشترى منزلاً فخماً وسيارته أصبحت الأغلى سعراً بين أصدقائه..فكلّ من كان يسخر منه..أصبح يتعالج عنده..من عُقده النفسية التي قد خزّنها في مرحلة شبابه..ومنهم من كان يُحدّثه عن التفكك في عائلته وعدم الارتياح رغم الغِنى..
وفي كلّ ليلةٍ كان يقبّل يد والده ويشكره أنه كان بائع خبز..وعندما سأله والده لماذا يفعل ذلك يومياً..أجابه:
يا والدي..لقد أغنيتني بالتواضع..وحسن المعاملة وهذا كان كافٍ عن الغنى المادي..فكلّ من تكبّر سقط..وكلّ من لم يرِث الخصال السليمة..أصبح لديه عقدة نقصٍ بها عند الكِبر..فرؤيتك توزع الخبز المجاني على من كان يسخر من عملك كانت كفيلة بإقناعي أن الله حقّ و أن افعالك ستنعكس عليك لوْ بعد سنين..
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا