شبكة سورية الحدث


أتذكر للكاتبة جودي محمود جولاق

أتذكر للكاتبة جودي محمود جولاق

//أتذكُر//
أنتَ... أتذكُر تِلك الطّفلة البريئة الّتي أحبّتكَ وتعلّقت بِك؟
... كيفَ اختارتكَ هذه الطّفلةُ عندما شبّت من بين الجميع؟
أتذُكر... جمالها؟ الّذي منحتكَ إيّاهُ كُلّ الحُسن الذّي كانَ لكَ فقط!.
أتذكُرها عندما كانت بمثابةِ وطنٍ لكَ؟ أُمٍّ حنونةٍ لكَ أنتَ..
ألم تكُن هيَ شريكةَ الأيّام و الذّكريات .
أتذكُر جسدها المنحوت كم كانَ جميلاً فيد بدايةِزواجِكِما؟ كيفَ كانت بشرتها فتيّةٌ وناعمةٌ ، وجهُها البدريّ لا عيوبَ فيه.
من ثمّ هي كبُرت قليلاً ... خطّت تجاعيدُ الزّمَنِ على وجهها.
حملَت في بطنِها أطفالك... لم تُعدُ تِلكَ الفاتِنةِ صاحِبةِ الجسدِ الممشوق .. هذه الحسناءُ هيَ الآن ذاتُ بطنٍ مُتشقّقٍ مُترهّلٍ... قبلَ أن تتذمّر مِن هذا تذكّر أن هذا البطنَ المُتشقّق كان بيتاً دافئاً احتضنَ أطفالك لأشهُرٍ.
كم تحمّلَت من ألمٍ وثُقلٍ ..فيما عانتهُ خلالَ حملِها من مخاضٍ وغيرهُ لُتنجِبَ أطفالاً .
أليست السببّ الذّي منحكَ شعورَ الأُبوّةِ الجميل؟ كانَ ثمنَ هذا أن تخسَر جمالها و رشاقَتها .
من المؤكّد أنّها ليست معجبةً بما أصبحَت عليهِ ،لكنّها تنسى ما دفعتهُ من خسارةٍ لجمالِها مُقابِلَ كلمةِ " أُمّي " عاطفةُ الأمومةِ المركونةِ في فؤادِها تجعلُها غاضّةً عنِ الهيئةِ الّتي أصبحت عليها.
يُصبحِ همّها الوحيد إسعادُكَ أنتَ و أطفالك .
صحيحٌ أنّها لم تعُد تِلك الفاتنةَ المُغريةِ التّي أحببتَها لكن لا شكّ أن الرّوح التّي أحببتها هي ذاتَها.
لذلك فكّر جيّداً قدّر هذا .. والآن بعدَ كُلّ ما تحملتهُ سابِقاً ماذا هل تُجازيها بنزواتٍ وخياناتٍ؟
أم تُقدّرها وتُشعرها من جديدٍ أنّها توّجَت ملِكةً على عرشِ الأنوثة؟
#جودي_محمود_جولاق

التاريخ - 2021-05-29 10:20 AM المشاهدات 1024

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا