محافظ طرطوس صفوان أبو سعدى رجل مسؤولية وليس رجل امتياز
رجل مسؤولية وليس رجل امتياز…محافظ سوري يرسخ وجهاً مشرقاً للمنصب في الزمن الصعبه
كم كانت مؤثرةً تلك الصورة التي تداولتها وسائل ” الميديا” للمحامي صفوان أبو سعدى محافظ طرطوس، وهو يتوسّط جرحى من أبطال الجيش العربي السوري، دافعاً الكرسي المتحرك لأحدهم وهو يساعده في الوصول إلى صندوق الاقتراع في يوم ” الاستحقاق الوطني الكبير”، وعلى الأرجح تستحق جائزة أفضل صورة لو حظيت بلجنة حكم نزيهة..
على الرغم من أن من يتابع طريقة تعاطي هذا الرجل مع أعماله لن يستغرب لفتته الحانية، هو المنتمي إلى نسق التكنوقراط في الإدارة، المفعم بقناعات راسخة في شخصيته بأن المنصب مسؤولية وليس امتيازاً، أي ليس مجرد مكاتب مغلقة وسيارات فارهة وطابور من الخدم ..إلى آخر سلسلة الاستعراض البغيضة التي مللنا منها بالفعل.
يتحدث أهالي هذه المحافظة بكثير من الدفء عن المحافظ الشاب الذي لم يتوان عن المشاركة في جنازة شهيد أو رجل فاضل حظي بتوافق اجتماعي، أو زيارة جريح حرب و مدّ يد العون له ولأسرته.. الرجل المتواضع دوماً صاحب ابتسامة ” كسر الجليد” مع كل من يلتقيه، اللطيف بإنفاذ القانون حيث يجب بلا تعسّف، المرن في تطبيق أدبيات عمل صارمة من وحي كاريزما لافتة يتمتع بها.
كما تتحدّث الوقائع عن دأب لم يسبقه إليه محافظ سابق في هذه المحافظة ” الصعبة” في المتابعة والالتصاق بهموم وهواجس الناس، وربما يكون مكتب المراجعات والشكاوى لديه من أنشط المكاتب في كافة المحافظات، لأنه لا يهمل مطلب ولا يتجاهل مظلمة ولا يردّ طالب إن كان صاحب حقّ..
الواقع أن المواصفات الشخصية النبيلة التي تحفّز أداء الرجل الذي يستحق وصف “رجل دولة”، تقود كل من يتابعه عن قرب لوقفة مع تساؤلات كبيرة تعتري مؤسساتنا التنفيذية حالياً، تتعلق بمواصفات شاغلي مقصورة الإدارة، و أي المواصفات تبدو الأكثر إلحاحاً..بما أن علوم الإدارة الحديثة تعوّل على القوام النفسي لشخص المدير، على التوازي تماماً مع مهاراته المعرفية…
وتساؤلات أخرى تتصل بالجدلية المزمنة والمقاربات الصاخبة المطلوبة بين أداء التنفيذيين الشباب و آخرون من كبار السنّ، في ميدان وظرف أثبت أننا بأمسّ الحاجة إلى شباب قادرين على المتابعة والالتصاق بالعمل الميداني، لا الالتصاق بالكرسي والشغف بقضاء سنة أو بضع سنوات – قبل التقاعد – في ظلال المنصب و منظومة متكاملة من الحواشي التابعة ؟!!
المطلوب مسؤولين شباب يتقنون المواءمة بين ” تكنيك وميكانيك” العمل، بعيداً عن الاستعراض الأجوف والصراخ لتغطية العجز التكنيكي والميكانيكي.
مطلوب شباب مقتنعون – عن علم أو بالفطرة – بأسلوب الباب المفتوح في أدبياتهم الإدارية، أو على الأقل أسلوب ” الباب الموارب” ..وليس الباب المغلق الذي يخفي خلفه ما يخفي من وهن وضعف وعدم قدرة على مواجهة المهام والمسؤوليات، بما أن الهروب للأمام كما الهروب إلى الوراء يعنى الانكفاء عن المواجهة، ونحن في هذا البلد أحوج ما نكون إلى رجال قادرين على المواجهة، لا ترحيل الملفّات والاستحقاقات على طريقة ” أنا وليكن من بعدي الطوفان”.
باختصار لنا في كاريزما سيد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد أسوة حسنة، في حضوره الطيب بين شعبه إن في بيوت الجرحى وقراهم، أوفي حقول المنكوبين والملفوحين بطوارئ الطبيعة..
شكراً المحامي صفوان أبو سعدى محافظ طرطوس لأنك نموذج طيب فاعل فعّال، ولأنك تتمثل مثل سيد الوطن في بلد الصمود والسيادة.