شبكة سورية الحدث


أعواد السفاح لم تقف عن شهداء 1911

أعواد السفاح لم تقف عن شهداء 1911


سورية الحدث الإخبارية - معين حمد العماطوري  


لم تقف أعواد مشانق السفاح عند حد معين في غيه، وسفكه للدم العربي السوري ولبناني والفلسطيني وأعماله المستفزة الدالة على الطغيان والاستبداد والمثبّت بالبرهان القاطع والفعل الدنيء ثقافة الاحتلال، بل ربما استطاع أن يرسم في ذاكرة المنطقة العربية وبلاد الشام خاصة وشم تألق في التعبير عن حقده للعرب الأقحاح، واتسامه بعباءة الدين وذريعة الكفر وهو الذي أسس منذ حينها إلى يومنا المعاصر معنى التكفير والإرهاب التكفيري، ليكون واحداً ممن أرسوا دعائم سياسة التتريك لنشر الجهل والأمية بين أفراد المجتمع، ولكن شعبنا أيقن ذلك فاثبت أن القراءة والكتابة هي عامل تنشيط الوعي الوطني، ولكن الوطنية والانتماء الوطني القومي العروبي صفة غريزية تلد مع الطفل وينمو على تنميتها مسلكياً حينما يتربى على أيدي أهله وأجداده كيفية حماية الأرض والعرض، والدفاع عنهما بروحه، ولعل ذلك الانتماء والحنين بعشق لا تتماهى معه الا رائحة تراب الأرض دفع الباحث والكاتب المهندس "سميح متعب الجباعي" في بلاد الاغتراب تدوين كتابه ذاكرة الثورة المجاهد 1920-1939 بحيث ضمن مرحلة تاريخية هامة في التاريخ المعاصر في فصوله وأبوابه وقل ما استطاع أن يكون الثقافة في معرفة أسماء شهداء تلك الحقبة الزمنية، فأشار في كتابه إلى نقطة تاريخية غاية في الأهمية، ما لم تستطع السياسة جمعها أثبت أن فعل وأرواح الشهداء قد آلف بين البلدين الشقيقين سورية ولبنان، مؤكداً أن السفاح قد أصر على تنفيذ حكم الإعدام بالثوار في بيروت ودمشق ومناطق لبنانية مثبتاً التنوع الطيفي الجامع لمفهوم الوحدة الوطنية المتكاملة ليضع في ميزانه بعد شهداء عام 1911 الذين تم ذكرهم في مقال سابق قافلة شهداء آب 1915 الواحد والعشرين وهم:
عبد الكريم الخليل من الشّياح قرب بيروت، محمد المحمصاني من بيروت، محمود المحمصاني من بيروت، عبد القادر الخرسا أصله من دمشق ومقيم في بيروت، سليم أحمد عبد الهادي من قرية عرّابة بفلسطين، محمود نجا العجم من بيروت، الشيخ محمد مسلّم عابدين مأمور أوقاف اللاذقيّة من دمشق، نايف تللو من دمشق، صالح حيدر من أهالي بعلبك، علي الأرمنازي من حماة.
أما شهداء السّادس من أيّار 1916 في دمشق فكانوا: 
شفيق بك مؤيد العظم من دمشق، الشّيخ عبد الحميد الزّهراوي من حمص، الأمير عمر الجزائري حفيد الأمير عبد القادر الجزائري من دمشق، سليم الجزائري من دمشق، شكري بك العسلي من دمشق، عبد الوهاب الإنكليزيّ من دمشق، رفيق رزق سلّوم من حمص، رشدي الشّمعة من دمشق.
وكذلك شهداء السادس من أيار 1916 في بيروت :
بترو باولي من التّابعيّة اليونانيّة مقيم في بيروت، جرجي الحداد من جبل لبنان، سعيد فاضل عقل من الدّامور، عمر حمد من بيروت، عبد الغني العريسيّ من بيروت، الشّيخ أحمد طبارة إمام جامع النوفرة في بيروت، محمد الشّنطي اليافي من يافا، توفيق البساط من صيدا، سيف الدين الخطيب من دمشق، علي بن عمر النشاشيبي من القدس، محمود جلال البخاري من دمشق، سليم الجزائري من دمشق، أمين لطفي الحافظ من دمشق، نور الدين القاضي.
شهداء آخرون:
وربما أعواد السفاح وأحبال مشانقه لم تكتف بدماء الأبطال الميامين، لتكون لحظة الإسناد الزمني المتصل بروابط العلاقة الوشائجية بين المكان المتنوع والرابطة المبدئية الواحدة في الدفاع عن الأرض والحفاظ عن العرض بتنوع واختلاف مشارب الشهداء، إذ هناك العديد من الشهداء الآخرين منهم: 
الخوري يوسف الحايك من سن الفيل في بيروت أُعدم في دمشق يوم 22 آذار سنة 1915م، ونخلة باشا المطران من أهالي بعلبك اغتيل قرب أُورفه بالأناضول في 17 تشرين الأول سنة 1915م، والشقيقان فيليب وفريد الخازن من جونية بلبنان أُعدما ببيروت يوم الثاني من أيار سنة 1916م، وعبد الله الظاهر من عكار أُعدم ببيروت يوم الأول من آذار سنة 1916م، ويوسف الهاني من بيروت أُعدم ببيروت في نيسان سنة 1916م، محمد الملحم، شيخ عشيرة الحسنة أُعدم بدمشق في أوائل سنة 1917م، وفجر المحمود من عشيرة الموالي أُعدم بدمشق أوائل سنة 1917م، وشاهر بن رحيل العلي ابن الشّيخ رحيل بن العلي السّليمان شيخ عشيرة التّركيّ أُعدم بدمشق على أثر إعلان الثّورة العربية الكبرى، والشّيخ أحمد عارف مفتي غزّة وولده من مدينة غزّة أُعدما في القدس الشّريف سنة 1917م، والشّقيقان أنطوان وتوفيق زريق من طرابلس أُعدما بدمشق سنة 1916م، ويوسف سعيد بيضون من بيروت أُعدم بعاليه بلبنان يوم العاشر من شهر آذار سنة 1916...
لعل التاريخ لا ينسى في تدوينه أن الطاغي العثماني السفاح جمال باشا قد عمل بطريقة غير مقصودة التلاحم والتعاضد بين السهل والجبل وبين سورية ولبنان وفلسطين، حينما جمع على مشانقه شخصيات وطنية وإنسانية ودينية وسياسية وثقافية فكرية، ليشكل في ذهنية العربي أن العثمانيين عبر التاريخ قد صبغوا أثوابهم المزركشة بدماء شهداء الوطن الأحرار وعقدة حبل أعواد مشانقه وحدت الموقف ليأتي رفع العلم العربي في ساحة المرجة عام 1918 تعبيراً عن سدل ستار الزمن العثماني البغيض...ولهذا يبقى الحديث في ذاكرة الثورة السورية والتمهيد لدخول في معترك أحداثها تجعلنا نعمل على الاستهلال والتدوين لبطولات من خطوا الاستقلال بجهادهم وبطولاتهم ويدخلوا التاريخ من بوابته الأوسع.

التاريخ - 2021-06-08 10:37 PM المشاهدات 1361

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا