سورية الحدث الاخبارية – السويداء- معين حمد العماطوري
يبدو أن على أهالي السويداء البقاء تحت وقائع الإشاعات اليومية في إصلاح الوضع الأمني إذ ما أن تنتهي وقع حادثة ما ويتم إزالة الشوائب منها حتى تأتي غيرها من الوقائع التي تجعل المواطن يعيش بين قلق معيشته اليومية وتأمين مستلزمات حياته ولقمة عيشه المغمسة بالدم وبين أن يعود سالماً إلى منزله نتيجة تدهور الوضع الأمني وانتشار ظواهر الخطف والسرقة نهاراً وعلى مرأى من المجتمع...خاصة بعد أن تم مؤخراً خطف مدير سياحة السويداء من أمام دائرته وسرقة سيارته وما يملك ورموه في أحراش بعيدة ولولا أنه استطاع الوصول إلى أقرب طريق عام ليلاً وصادفته وسيلة نقل، قامت بنقله إلى السويداء لبات من عداد المفقودين المسجلين ضد مجهول....
لم ترنو أحداث السويداء الواقعة بين الفصائل في إطار سيارة مسروقة أو بين مخطوف بل ربما تعدت ذلك نحو اتجاه آخر فيه من عمق الرؤية ما يجعلنا نبحث عن كشف المستور ولعل السؤال أي مستور بعد؟
المتتبع للأحداث الجارية يشعر أن تجارة المخدرات والممنوعات باتت مشرعنه لأن جميع الجهات تعلم ذلك ولا تعمل شيء لقمع تلك الظواهر السلبية حفاظاً على الوطن والمواطن، ونداءات اجتماعية تصرخ وتستنجد من أصحاب القرار الاجتماعي أو السياسي أو الخدمي التنفيذي والأمني التحرك لإنقاذ ما تبقى من جيل الشباب لم يتورط بتلك الأمراض...
يقينا إنّ التكاتف والتكافل هو عمل وطني حقيقي وحضاري راقٍ وتقدم في المجتمع...وعلى السوريين يفاخروا به بين الأمم المتحضرة، وربما يكون العلاج الأنجع لأنه نابع من إرادة الناس...
وإلا يتعرض المجتمع كل يوم لهزة غير مسبوقة أمس مسلحين مجهولين فتحوا نيران بنادقهم من مفرق النقل بالسويداء باتجاه قرية عتيل وتعالى اصوات الرصاص بقوة في الأنحاء الأمر الذي دفع التصدى للمهاجمين من قبل عدد من شباب البلدة دون معرفة تفاصيل أكثر، إذا نحن في جمر تحت الرماد متى ينفجر لا يعلمه إلا المشغلون في الفتن العاملين ضد الوطن والوطنية والمواطنين.
وسورية الحدث وقفت على عدة أراء واتجاهات الناس أولها الخدمي إذ بعد الزيادة بالأسعار في الآوانة الأخيرة باتت النفوس تشعر باليأس وتمركز في داخلها الإحباط واستحالة الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والأمني، بسبب ما تقدمه الحكومة العتيدة من قرارات من شأنها إذلال المواطن والتركيز على فقره وتجويعه وتهجيره قسرياً، وربما الأمر الذي زاد الطين بلة في زيادة الراتب الهزيل الذي كان قبل الزيادة وبحساب بسيط يستطيع صاحب دخل 50 الف شهرياً أن يشتري 500 ربطة خبز أما اليوم وبعد أن بات راتبه 75 الف اصبح يشتري 350 ربطة خبز أي أن الزيادة آكلت منه 150 ربطة خبز فقط بالخبز...لم نقل بالمحروقات التي ارتفع أجور النقل بين السويداء ودمشق إلى 3500 ل س للراكب الواحد...لأن هناك علاقة طردية بين ارتفاع أسعار الحكومة ومجلس المحافظة بالسويداء ...فقد حددت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أجور انقل بين السويداء ودمشق في 2500 ل س وزاد مجلس المحافظة كعادته 1000 ل س كحق مشرع أي أن المواطن في السويداء يعيش بين مطرقتين الحكومة ومجلس المحافظة...حقا من لم يمت بقرارات الحكومة عليه أن يموت بقرارات مجلس المحافظة، لأن ذلك ما فعله في أسطوانة الغاز حينما رفع سعره إلى 4200 ل س أضاف مجلس المحافظة 300 ل س للبطاقة الذكية والنقل...وعيش يا مواطن...
أرى أن الحداد بات مفروضاً كي لا نبتهج في أي من الأعياد الدينية وغيرها، لأن الجوع والفقر لا يسمح لنا شراء أي شيء سوى إغلاق أبوبنا في أوجه من يزورنا وكأنهم يعملون على فصل العروة الوثقة بين صلة الرحم وليس بين الأصدقاء فحسب...
أراء للحدث الاخباري تصر أن الحكومة وقرارتها الجائرة وطرق إذلال المواطن وصمت أعضاء مجلس الشعب تحت قبة البرلمان وملهاتهم بقانون الأطفال وألعابهم...حتى تناسينا أن لدينا أعضاء مجلس الشعب إلا في المناسبات لأنهم يتزاحمون الجلوس بالصف الأول فهم بالكاد يستطيعون أن يتكلمون بين بعضهم في كيفية البحث عن مكاسبهم كمسؤولين لهم مدة زمنية واستثمارها واجب لإتمام مسيرة حياتهم...دون التفكير في هموم الشعب واحترام أصواتهم...وكنت أتمنى أن نستمع لأحد منهم صوتاً ولو كان هامشياً كي نقول أن لدينا أعضاء مجلس الشعب يدافعون عنا بأصواتهم غير المسموعة...
أما من جهة العيد فهو واحد من أيام الحزن على الحياة بعد أن برهنت الحكومة أن عايدتنا بقراراتها السيئة، والأهم كيف نستطيع الخروج من بيوتنا في تدهور وضع أمني غير مستقر غذ بات أهالي السويداء يشعرون أن الخارج من منزله مفقود والعائد مولود وفهكم كفاية ...
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا