سورية الحدث الإخبارية– السويداء- معين حمد العماطوري
تعرض أمس عضو المكتب التنفيذي الكاتب والرحالة عدنان عزام إلى محاولة خطف وقتل بحيث تم سرقة سيارته وأمواله وأغراضه ونقل إلى المشفى الوطني بالسويداء لتلقي العلاج...
فقد كتب عنه العديد ممن يعرفونه ومشكور كل من كتب بشكل وجداني وأخلاقي، لأننا اليوم نفتقر إلى الجرأة في الطرح الموضوعي في زمن ابتعدت الكلمة الصادقة عن مكانها الطبيعي إلا أنني سأكون واقعياً، ما ذُكر عن الكاتب "عدنان عزام" لا يرتقي إلى مستوى الإرادة والتصميم التي تمتع بها، فهو رجل اختلفت معه مرارا واتفقت معه قليلاً ولكنه استطاع انتزاع مني الاحترام أكثر واكثر رغم ما يصلني به من قربى دموية بين أمهاتنا، إلا أنني احترم فيه صدق الانتماء للهدف المنشود، وجمال الواقع المعبر للعمل الدؤوب.... عدنان عزام واصل الليل مع نهار لغاية وهدف يحلم به منذ صغره وربما ما ناله من صعوبات الحياة تعجز عن تحمله رواسي الجبال الشاهقة ولكنه صمد ....واليوم وبعد أن تم الاحتفاء بمنجزه الثقافي /باريس عاصة عربية/ وكان لي الشرف أن أدرت الندوة بحضور فعاليات ثقافية هامة في السويداء وأراء باحثين أكاديميين في الترجمة والتأليف وهو المنجز الثامن ضمن مشروعه الثقافي الاستغراب والأهم صدور كتاب تثبيت عضويته في اتحاد الكتاب العرب في جمعية الترجمة والدراسات والبحوث ...
وللعلم أن عدنان عزام هو الذي أردف بعد فخر الدين المعني الثاني من رحلته بين الشرق والغرب وكانت أول رحلة في التاريخ العربي، ليأتي كتاب ومفكرين مثل رفاعة طهطاوي والشيخ جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبدو وصولاً إلى المفكر أدوار سعيد في كتابه الاستشراق حتى قام برحلته على جواد عربي اصيل في رحلة دامت 1300 يوم وحمل معه مشروع الاستغراب رداً على الاستشراق الغربي....
وبعد هو لم يؤذي أحد في ماله أو كيانه ...ولم يقترب على ممالك وعروش الفاسدين والمفسدين لأن طموحه أكبر من المال وأزكى من الشخصنة، حينما ألمت الأزمة في سورية كثير ممن كانوا ينظرون تجنسوا بالغرب ..وهو من تخلى عن جنسيته الغربية ....كثيرون حلموا بجزء مما وصل إليه من وسام الفارس الفرنسي وهو تخلى عنه كرمى لسورية وشعبها...وبعد معاناة وصراع مع واضعي العصي في تقدم الحياة استطاع أن يخترق ثقب المواقع ليصبح عضو المكتب التنفيذي في محافظة السويداء وهذا المنصب الذي ناله عن جدارة لأنه جاء بانتخابات وليس بتعيينات...
ربما أختلف معه في كثير من الأفكار كما ذكرت ولكنني التمس به عذرا نحو الطموح المشروع والحق المكتسب لكل طامح للوصول إلى الهدف...وبعد أن رسمت ابتسامة بيضاء على محياه في احتفال بظهيرة كانت مميزة في تفاصيلها وتعابيرها في منجزه الثامن /باريس عاصمة عربية/ وهو الذي حقق مقولة من تراثنا الوطني باريس مربط خيلنا...ومع ظلام الليل الداكن وخفافيشه المارقين والمرتزقة يتعرض لشائنة من المردة الخارجين عن قانون الأخلاق والقيم والذين يعيثون فساداً وإفساداً في المجتمع ...ولكني أقول جازما ليس الهدف عدنان عزام وحده بل منظومة متكاملة ممن يعملون من أجل ترسيخ قيم الصمود والثبات في وجه التحديات القادمة ...
إذا كان دماء عدنان التي نزفت على ثيابه هي قربان ما يجري...لبسط الأمن والأمان...فأنا عنه أقول فداك يا وطن ...وإذا كانت آلامه هي الفدوة لنشر ثقافة المحبة والوئام ...فهو الصادح فداك يا وطن ....
والعارف من هو بيته واصله يعرف أن قناطر مضافة والده المرحوم فايز عزام أبا كمال كانت تشهد أنها لم تكن إلا حاضنة رجال الوطن...من قادة المجتمع ماضيا وحاضراً...
لن نقول فيك أبا مهيد إلا أن آلامك رخيصة بل هي مشروع ....وهذا المشروع نضعه بين أيدي المعنيين أصحاب الضمائر أن المستهدف منظومة متكاملة أما أن تحافظ هذه المنظومة على كيانها وأما عليها أن ترضى بالإذلال وأجزم أن أحفاد سلطان الأطرش لا يرضون بذلك...تمنياتي لك أخي عدنان بالشفاء العاجل ..وما مر بك في تجوالك بين الغابات والصحاري اكثر مما رأيته...ولكن العالم شهد لك ودخلت العالمية بجوادك وفكرك وقلمك ...وها أنت اليوم تدخل العالمية بنضالك ودمك ....تمنياتي لك بالشفاء العاجل ورسالتك القادمة في المنجز الجديد لك ...يقينا أن جوادك لن يكبوا...
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا