شبكة سورية الحدث


هل سيدفع بوتين أوباما إلى إعادة ضبط خطط الدفاع الصاروخي في شرق أوروبا

سورية الحدث هل سيدفع بوتين أوباما إلى إعادة ضبط خطط الدفاع الصاروخي في شرق أوروبا ؟ بقلم : غوردون لويولد .. فورين بوليسي قبل أربع سنوات ألغت إدارة أوباما خططاً لتركيب أنظمة الدفاع الصاروخي المتقدمة في كل من بولندا وجمهورية التشيك التي كان ينظر إليها على أنها جزء من جهودها لإعادة العلاقات مع روسيا. اليوم، العلاقات بين واشنطن وموسكو في أدنى نقطة لها منذ عقود، والسؤال هو ما إذا كان البيت الأبيض يجب أن ينقل معدات جديدة مضادة للصواريخ إلى أوروبا الشرقية لطمأنة الحلفاء المتوترين ووضع إصبع في عين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. الخطة الأولية، والتي تعود إلى إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، دعت إلى تثبيت عشرة صواريخ اعتراضية أرضية في بولندا ونظام رادار في جمهورية التشيك. قالت واشنطن أن الأنظمة تهدف إلى إسقاط الصواريخ الإيرانية البعيدة المدى، ولكن كان لدى الروس شكوكاً عميقة حيث يعتبرون هذه النظم تستهدفهم. عندما ألغى أوباما تلك الخطط في أيلول 2009، قال مسؤولون في الإدارة أن الاستخبارات الجديدة تُظهر بأن طهران تحرز تقدماً في الصواريخ قصيرة المدى مما يعني أنه من المهم التحول إلى أنظمة دفاعية أقل تقدماً يمكن نقلها إلى أوروبا بسرعة حتى عام 2015. يدعو نهج البيت الأبيض الحالي إلى نشر عشرين من صواريخ الاس ام-3 الاعتراضية إلى رومانيا وعشرين أخرى إلى بولندا بحلول عام 2018. وفي غضون ذلك، فإن نظام ايجيس، الذي يشن على المدمرات البحرية، سيستخدم لإسقاط الصواريخ الإيرانية. ولكن مع سعي الولايات المتحدة جاهدةً لمعرفة كيفية الرد على عدوان بوتين في أوكرانيا، بعض ممن في البنتاغون يطالبون أوباما بتسريع خطط الدفاع الصاروخي ونقل صواريخ الاس ام-3 الاعتراضية إلى أوروبا في أسرع وقت ممكن أو نشر أنظمة محمولة مثل نظام باتريوت للدفاع الجوي في بولندا مرةً أخرى. النائب مايك تيرنر في بيان له في وقت سابق من هذا الشهر الذي يتميز بسخطه من البيت الأبيض يقول أن "إدارة أوباما غير قادرة على مواجهة تصعيد بوتين من موقفه العدواني". تيرنر واثنان آخران قدموا تشريعاً في 9 نيسان لزيادة الدفاعات الصاروخية. أية خطوة من هذا القبيل تكون محفوفة بالمخاطر بالنسبة للبيت الأبيض الذي حاول معرفة كيفية التحرك بقوة ضد بوتين نظراً لرغبة واشنطن الواضحة في تجنب أي نوع من المواجهة المسلحة مع روسيا والاحتفاظ  بالتعاون مع موسكو حول إيران وسورية. لا يزال هناك شكٌ قليل حول دفع بعض الجهات في الكونغرس للقيام بشيء ما يجبر الإدارة على النظر في سبل أخرى لدعم خطط الدفاع الصاروخي في أوروبا. ولكن الإجابات السهلة تبقى بعيدة المنال. قال كينغستون رابف من مركز السيطرة على الأسلحة ومنع الانتشار النووي في واشنطن بأن "هناك الكثير من السهام في الجعبة التي يمكن أن تكون فعالة وأن تلدغ. كما وهناك خطوات عكسية أيضاً". يعتقد الخبراء مثل رايف أن نشر أنظمة صواريخ مثل نظام باتريوت للدفاع الجوي للمساعدة في طمأنة الحلفاء هو على الأرجح التحرك "الأقل اعتراضاً" الذي يمكن للإدارة القيام به. ولكن يبقى السؤال ما هو هذا الجهاز الذي سيدافع ضد، وكيف يمكن للنشر أن يكون أكثر طمأنةً من الخطوات الأخرى التي يمكن أن تتخذها الولايات المتحدة وشمال الأطلسي لطمأنة الأعضاء الشرقيين". في الوقت الراهن، الإدارة متمسكة بإظهار القوة المعتدلة. يوم الثلاثاء، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية سلسلة من أربعة تدريبات في دول أعضاء الناتو في شرق أوروبا لما يقرب من 600 جندي أمريكي سيبدأ بإجراء تمارين في ليتوانيا ولاتفيا واستونيا وبولندا. أرسلت الولايات المتحدة بالفعل طائرات اف 16 إلى رومانيا وبولندا وكذلك اف 15 إلى ليتوانيا. رغم ذلك،  أعطى البيت الأبيض إشارة أنه سيكون على استعداد لإرسال المزيد من القوات إلى أوروبا، حيث يتمركز حوالي 67 ألف جندي بشكل دائم. الـ 600 جندي الذين يشاركون في المناورات هم موجودون بالفعل في المنطقة. في مجلس النواب، المشرعين والعاملين يأملون من الإدارة أن تكون على استعداد للبحث عن سبل تعزيز خططها للدفاع الصاروخي الحالي في أوروبا الشرقية. الخطوة الأسهل ستكون أيضاً أكثر تحجيماً. نشر أنظمة صواريخ باتريوت أرض- جو يمكن أن تستخدم لإسقاط الصواريخ التكتيكية الروسية، على سبيل المثال، يمكن لها أن تغرس المزيد من الثقة بين الحلفاء بأنهم لن يسيروا في هذا الطريق وحدهم، كما قال نائب الرئيس جو بايدن في كييف. وبالمثل لنشر ما يسمى نظام عال من الدفاعات الطرفية للمنطقة، التي تهدف إلى أن تكون مضادة لتهديدات الصواريخ المتوسطة المدى. يمكن نشر أي من الأنظمة في المنطقة في وقت ما من هذا العام، ولكن من المرجح أن يعني ذلك قيام البنتاغون بنقل منظومات من أماكن أخرى. أنظمة باتريوت على سبيل المثال، نشرت في تركيا كجزء من مهمة حلف الأطلسي للدفاع عن هذا البلد ضد سورية. ومع ذلك، من شأن تحويل المعدات إلى أوروبا الشرقية أن يكون سهل نسبياً. "هناك أشياء لدينا اليوم يمكن نشرها" وفقاً لما قاله أحد موظفي مجلس الشيوخ، مضيفاً لا يزال العديد من الأعضاء يتصارعون على النهج الصحيح. قال أحد الموظفين إنها مسألة ما تريد الإدارة تحقيقه. "إذا كان القصد هو  طمأنة الحلفاء، فإن الاستجابة الأكثر إلحاحاً هو أن ترسل صواريخ باتريوت إلى المنطقة". يمكن للبنتاغون أيضاً تسريع تنفيذ سياسته للدفاع الصاروخي في أوروبا عموماً. ألمح البنتاغون الأسبوع الماضي أن بإمكانه التحرك بقوة أكبر لوضع صواريخ اس ام-3 في بولندا على سبيل المثال. " سنعمل على التعديل عند الحاجة للتعديل" هذا ما قاله وزير الدفاع تشاك هيغل في البنتاغون الأسبوع الفائت ونظيره البولندي يقف لجانبه رداً على سؤال حول تسريع الجداول الزمنية لنشر المعدات إلى عضو في حلف الناتو، والذي ينظر في تحركات القوات الروسية بالقرب من أوكرانيا على أنها تستوجب التنبيه." من الواضح أن بيت القصيد هو القدرة الدفاعية، والدفاع الصاروخي في مواجهة تهديد حقيقي. إنه ليس حول النظرية. المتحدث باسم البيت الأبيض يقول أن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن المنطقة. وهذا يشمل التزامنا بالدفاع عن السكان الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي، وعن الأراضي، والدفاع عنهم من التهديد المفروض من الصواريخ البالستية" وذلك وفقاً لما قالته لورا لوكاس ماغنوسون المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي. وأشارت إلى أن المواقع الاعتراضية في رومانيا ستكون فعالة في عام 2015". المواقع الاعتراضية في رومانيا وبولندا هما ضمن الميزانية وعلى الجدول الزمني لتصبح فعالة في 2015 و2018 على التوالي. قد تكون الإدارة مستعدة لتسريع نشر هذه الصواريخ في جزء منها لأن لذلك أثرٌ كبير على السياسة الحالية. في أيلول 2009، وضع روبرت غيتس ونائب رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جيمس كارترايت الخطوط العريضة لتغيير جذري في نهج الولايات المتحدة فيما يتعلق بالصواريخ الدفاعية البالستية الموضوعة في أوروبا ضد تهديد الصواريخ الايرانية البعيدة المدى. وفقاً للتكنولوجيا الجديدة والتقييمات المحدثة للتهديد الايراني، سيتم التحرك وفق نهج التكيف التدريجي الأوروبي. وبموجب هذه الخطة، التي لا تزال سياسة حالية، تستخدم الإدارة نهج القواعد البحرية والأرضية بحيث يتم نشر صواريخ ا س ام-3 على الأرض وأنظمة ايجيس يتم استخدامها في البحار. في ذلك الوقت، أصرت إدارة أوباما الإدلاء بهذه الخطوة علناً فقط للرد على التهديد الإيراني المتغير في حين لا تقوم بشيء مع روسيا. بشكل خاص، على الرغم من ذلك اعتراف المسؤولين بعد ذلك بأن التحول يعني بادرة حسن نية تجاه موسكو التي كانت قلقة من خطة إدارة بوش. تسريع الخطة الحالية يعني نشر أنظمة في بولندا في أوائل عام 2016، لا عام 2018. وهذا يتطلب تمويلاً إضافياً بمليارات الدولارات في الوقت الذي يبحث فيه البنتاغون عن خفض الإنفاق نتيجة الضائقة المالية. الاتجاه الصاعد يمكن أن يكون كبيراً: ما وراء الإشارة التي ترسل إلى بوتين، يمكن للتحرك أن يُطمئن الحلفاء الذين يشككون في التزام أمريكا بالدفاع عن أوروبا نظراً لتوجه الإدارة نحو "محور آسيا". يقول بعض الخبراء، أن الأمر الأساسي يمكن أن يكون استخدام تحول الدفاعات الصاروخية كجزء من إستراتيجية أوسع للردع. يقول ميشاليا دودج من هيريتيج في واشنطن "أعتقد أن مناقشاتنا في الوقت الحالي هي حول كيفية التأكد من أن روسيا لن تستمر في غزو الدول الأخرى. ليس الموضوع فقط حول الدفاع الصاروخي، ولكن من المؤكد أن النقاش مهم جداً". في حال عدّلت إدارة أوباما في الواقع مواقع الدفاعات الصاروخية في المنطقة، فقد ترى موسكو ذلك عملاً من أعمال العدوان الأمريكي. اقترح بوتين نفسه أنه في حال تبعت الولايات المتحدة إستراتيجية تحريك أصول الصواريخ داخل المنطقة، فإن سباق تسلح جديد سيبدأ. هيغل رفض ذلك قطعاً. وقال في البنتاغون "هذا أمر سخيف. هذا ليس سباق تسلح. إنه نظام الدفاع الصاروخي. وأوضحنا ذلك بشكل جيد".   مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية   د. بسام أبو عبد الله
التاريخ - 2014-05-14 3:55 PM المشاهدات 1792

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا