#قضية_خمسة_عشر_عاماً...
ساقتني رؤية وجهك إلى خمسة عشرَ عاماً قد مضت، حيثُ كنا في يراع شبابنا والحب يتدفق من أعيننا، حيثُ التقيتك لأول مرة في حفل عيد ميلاد لأحد الاصدقاء، كنت أكثر شباباً ومحباً للمزاح والضحك وذات شخصية محبوبة، في تلك الساعة التي تعمدت أن تكون 11:11 تعمدت أنت ان تجعلني اسيرة تلك النظرات التي صببتها عيناك عليّ وتلك الابتسامة الساحرة حيث سرقتني من أجواء تلك الحفلة إلى اجوائك انت..
مددت يدي لألقي عليك السلام بعد خمسة عشرَ عاماً، وأنا انظر ل اللون الأبيض المتسلل بين خصلات شعرك وتلك الخطوط التي تزين وجهك، نظرت نحو عينيك مرتجية ظناً مني أنني سأحظى بتلك النظرة مرة أخرى، تلك النظرة التي افتقدتها منذ زمن بعيد، لكنك قاطعت أفكاري بسؤالك الذي بدا لي وكأنه خنجر يطعن صدري
_اخبريني كيف أصبحت حياتك هل تزوجتي؟!
كيف أخبره أنني لم استطع ادخال شخصاً آخر بعده ولم استطع ان اضع مكانه شخصاً آخر وانني لازلت احافظ عليه في داخلي منذ ذاك الوقت، لكنني اجبته بابتسامتي التي ملأت وجهي..
_لم اتزوج بعد لقد أكملت علمي وعملت والآن أصبحت من أحد الكتّاب المعروفة في مجال الأدب..
ابتسم فرحاً لما سمعهُ عن نجاحاتي وقال لي:
_كنتي دوماً مصممة على النجاح والتحدي لم تتغيري أبداً..
شعرت حينها أنني أود احتضانه لأنه لم ينسى تلك التفاصيل عني ولكن دفعني فضولي لاقطع الصمت بسؤالي:
_وأنت لم تخبرني كيف تسير حياتك؟!
حينها مدّ يده نحو جيبه مخرجاً الهاتف ثم فتح معرض الصور ووضع أمام عيني صورة لثلاث أشخاص كان هو أحدهم وإلى جانبه امرأة جميلة وطفل صغير..
_تلك عائلتي والآن امتلك سلسلة لأشهر المطاعم في العالم
شعرت أنني صفعتُ حينها وحرارة الدمع ملأت عيني ورأسي مشوش، صور الماضي والذكريات تتخبط في مخيلتي تريد ان تنهمر جميعها عليّ، تماسكت ثم ابتسمت له ابتسامة أشعرته بها أنني سعيدة لأجله وألقيت سلام الوداع بنظرات حب باردة لم تبرد خلال السنوات الماضية لكنها تجمدت في هذه اللحظة فقط..
أخذت بعضي ومشيت والأفكار تتمرجح في مخيلتي، القي كلمات الندم على نفسي، لماذا لم اتشجع حينها وأقف بوجه عائلتي والمجتمع والأديان؟! لماذا استسلمت وجعلت من اختلاف الدين سبباً لفراقنا؟!
شعرت بالندم الشديد، شعرت بأنني كنت ولازلت سجينة عشقٍ ليس من حقي ليس ملكي، اليوم وبعد خمسة عشرَ عاماً أحارب وحدي في ظلّ هذه العلاقة المنتهية، شعرت بالهزيمة أمام مشاعري وأمام الحب، لقد خسرت القضية منذ اليوم الذي اقنعوني به أنه من الممكن أن أحب شخصاً آخر من ديني بعدك وسمحت لهم بتفريقنا، ولكني لم أكن مقتنعة بخسارتي وهزيمتي من قبل، ولكن اليوم وبكل أسف وندم أعلن استسلامي أمام قضيتنا..
3:24p.m 15/6/2021
ريم واثق منذر
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا