حُقبَةٌ مِنَ الزّمَنْ ..
حَقيبتي مَلأى بالذِّكريات،
أُلقِيهَا عَلىٰ عاتِقِي، وأَمتَطِي طَريقِي،
لاهِثَاً خَلْفَ أُمنِياتٍ، راكِضاً خَلفَ أَحلامٍ، ساعِياً خَلفَ اللّاشَيءْ.
سَبعُ سَنواتٍ وبِضعٌ مِنَ الزَّمن، وأنا أسِيرُ سَطُوَتِكَ، وأنا أخضَعُ لِسُلْطةِ احتِلالِ ذِكراكَ المَرمَرِيِّ .
تُسافِرُ رُوحِي إِلَيكَ عَلىٰ وَقْعِ مُوسِيقىٰ الحُزن، وسِمْفونِيَّاتِ النِّّهاياتِ المأساويةِ الّتي مَا هِيَ إلَّا تراتيلٌ، وترانٌيمٌ
مُمتزِجَةٌ بِآثارِ دِمائي، وآثارِ لَهفتِي وشَوقِي.
تَنسَكِبُ الدُّموعُ مُنْحَدِرةً عَبْرَ أوردتي، تَمتَلِئُ رِئتَايَ بِشهيقِ حبِّكَ، وقلبي بأُكسِجِينِ الحياةِ، فتفيضُ أنامِلي بِبَوْحٍ مِن عِطرِك.
غُربَةٌ هِيَ بُعدُكَ عَنِّي، غُربَةٌ تَشُقُّ مَجرَاها مَعَ مَجْرَى دَمِي.
نَحْوَ صَقِيعِ الوِحْدَةِ، نَحْوَ خَيبةِ الآمَالِ،عِندَ مُفتَرَقِ يَدٍ وَرُوحٍ، تَضِيعُ المُفرَدَاتُ في غَياهِبِ صَحْرِاءِ الأبجدِيَّةِ، وتَتَبَخَّرُ مَعَها مُفرَدَاتِي كتَبخُّرِ دُمُوعِي. َ
فِي اللّيالِ الطِّوالِ تَعلوا أصواتُ نَحيبِي، وَتَراتِيلُ صلواتِيَ التي أُؤدِّيها عِندَمَا يَحينُ مَوعِدُ الحنين،
فَأتَضَرَّعُ شَوقَاً كَمَا يَتَضَرَّعُ المُشتَاق، أطُوفُ باحِثاً عنِ الحياةِ كَمَنْ يَبحثُ عَنْ إِبرَةٍ في كَومَةٍ مِنَ القَشِّ كَمَنْ يَبحَثُ عَن قَشَّةٍ في كَومَةٍ مِنَ الإِبَرِ، كَمَنْ يَبحَثُ عَنْ ذَرَّةِ مِلحٍ في المُحيط.
سَبْعُ سِنينَ وَبِضْعٌ مِنَ الزَّمَن، وَأَنا أعيشُ تَحْتَ رَحمَةِ الأوهَامِ، مُحاوِلاً جاهِداً أنْ أُشفيِ الجُّرح، وأَنْ لا أُظهِرَ ذلِكَ الشَّرخَ، أُحاوِلُ أنْ أَكوِيَ النَّدبَِ، حامِلاً حقيبتي، مُمْتطِيَاً طريقَ نجاةٍ، لاهِثاً خَلْفَ أُمنِياتٍ، راكِضَاً خَلْفَ أَوهامٍ، فَمَا كُنتُ عَالِماً بِأنِّي أَهِيمُ عَلى وَجِهي تَحْتَ الحُطَام.
بِقَلَم : عبادة الحميدي
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا