شبكة سورية الحدث


داخل جسدي بقلم حسن صالح عبدالله

داخل جسدي بقلم حسن صالح عبدالله

٤٤ : ٠٤ :
تخلل النسيم داخل جسدي ، وشعرت برعشةٍ غريبة ، ظننتها بسبب برودته ، لكن ما إن نظرت إلى ٱخر ما تبقى من وجهي الذي تطاير كباقي جسدي مع النسيم حتى أدركت أن تلك الرعشة تدل على فوات الأوان
فقد باءت كل محاولاتي بترميم نفسي بالفشل ،
وهذه دلالةٌ تقول أنه لا يمكن إصلاح ما أفسده الزمن ، وما  وما أنهكته التراكمات

٥٥ : ٠٥ :
سقطت الشمس دفعةً. واحدة ولم أشعر بوقت الغروب الذي لطالما كنت أعشقه كثيراً
وليس كما عهدته قبلاً
فلا أطفال يركدون في الشارع
ولا ضجيج سيارات
ولا أصوات سفنٍ ترسو في الميناء
أين ذهبت تلك النهاية التي كبرت وأنا أنتظرها كل يوم
في نفس الزمان ونفس المكان
وكنت أراها أجمل النهايات
ما قصة هذا اليوم الكئيب 
لم أعد أفهم شيئاً

١١ : ١١ :
بدأت أشعر بألم في رقبتي ، فأنا أنظر إلى السماء منذ ساعات ، وأنتظر أن يظهر القمر والنجوم مثل كل يوم ،
ولكن هذا الهدوء يكاد يقتلني
وأصبحت أخاف الظلام
والقمر مختفي
حتى أضواء منزل جارنا المزعجة التي اعتادت أن تصيبني بالعمى كل يوم في هذا الوقت ، منطفئة منذ غادر البارحة مسرعاً
أرجوك يا الله، أريد أن ينتهي هذا اليوم سريعاً

٠٠ : ٠٠ : الثانية عشر منتصف الليل
لكن هذه المرة كنت قد أخرجت ٱخر ما تبقى في علبة السجائر قبل أن أنظر إلى الساعة .
أراقب عقرب الثواني ، وسط هذا الهدوء المرعب ، وما إن يختفي خلف العقربين الٱخرين ،حتى تضيئ شاشة هاتفي ويعمل التنبيه ، وكاد يغمى عليّ من الخوف ،
بسرعةٍ أمسكت الهاتف وأطفأت التنبيه ونظرت إليه
فوجدت أجوبة كل الأسئلة التي دارت في رأسي طوال اليوم مجتمعة في كلمتين فقط !
نعم إنه عيد ميلادي
هكذا قضيت ٱخر أربعة وعشرين ساعة
وٱخر أربعة وعشرين عاماً
نعم هكذا قضيت حياتي كاملة
لقد كانت معركة عادلة
لم يكن هناك خاسرون
سوا انا
وعشرون جندي من علبة السجائر في كل يوم
ولكن ما علاقة الوقت بالأماني ، لما الثانية عشر منتصف الليل  ، فلا أدري 
لكني أشعر بقوة غريبة وطاقة هائلة حين أرى العقارب الثلاثة قد اجتمعت معاً بشكلٍ موحد عند منتصف الليل .
بعد رحلةٍ استغرقت أربعة وعشرون ساعةً يجتمعون
وها أنا أجتمع مع عقلي وروحي بعد أربعةٍ وعشرون سنة
وأتذكر حين أنظر إلى الساعة وأجدها أربعة أصفار لا ثلاثة أن ابتسامتي تصل دائما متأخرة إلي
إياك من حزن نفسك منك
حياتك فقط لك
مرةً واحدة
انتبه
#بقلمي حسن صالح عبد اللَّه

التاريخ - 2021-08-15 1:14 PM المشاهدات 717

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


كلمات مفتاحية: الساعة غريبة طاقة