الـثُلاثاء الواقع في 20 كـانون الأول
في وَضّحِ الـنهار.
جَريمة هزت العاصمة
أخبار ضَجت بِـها الصُحف
_طريق يتّسع لثلاثة أحصنة أو لسيارة واحدة ، رتابة الأرض مضجرة وبعض الصخور بارزة ، وشمس ديسمبر تأتي في ساعات محدودة باليوم ، تنزل كالرصاص على المشهد وعلى رأسها مع كل خطوة تخطيها ... غلبها داء الصداع الفظيع ، طنين الألم الذي يشبه موسيقى الجنائز .. حاولت جاهدةً دعك رأسها بأصبع السّبابة ولم تَفلح بالتخلص من الأنين والصقيع رغم الشمس الحارقة .المحاولة الآخيرة التوجه نحو الصيدلية خطوات ثقيلة مترنحة في منتصف الشارع وكادت سيارة عابرة أن تدهسها...دخلت الصيدلية وتوقفت تبحث بين الرفوف عن مسكن رغم فشل جميع الأصناف ، لفت أنتباهها على أحد الرفوف علب لم يسبق لها أن شاهدت مثلها ... علب براقة ، ألوان مغرية وتصاميم غريبة ، وكلمات مثيرة ..
اقتربت منها فوجدت أنها " حبوب يأخذها الأشخاص الذي يعانون من المرض النفسي (مضادات إكتئاب Antidepressants )
وآخيراً حصلت على الشيء المناسب والتشخيص الصحيح للحالة الغير مفهومة ..ساعة اثنان ثلاثة غيبوبة دامت لوقتٍ طويل ..هلاوس بصرية بدأت ترتسم في مخيلتها وعلى جدران المنزل هنا وهناك والأطياف توزعت والروح غدت أشلاءً معدومة ..
بالتزامن مع صباح اليوم التالي: قلم ورقة واستغفار مجروح ، بناء جديد الإنشاء الطابق التاسع والعشرين ..
بُرهة من الزمن نفس عميق....
جسد مرمي على الأرض.
لقد فعلتها وانتحرت بيومٍ لم يخطط لهُ من قبل .
شرطة المدينة ، الفريق الطبي ، بقعة من الدماء حول رأسها ، والكثير من الحشود حول الجثة الهزيلة..
وبجانبها ورقة بالكاد هي الورقة التي دونت عليها آخر الحروف عندما تناولت آخر حبة دواء من القاتل البطيء أنا من أطلقت عليه هذا الاسم.
مضمون الرسالة :
كيف تتلذذ بطعم الموت والسيجارة في آن واحد
والنفوس تضج على المسامع وعبق النفس السوداء. أنا قتلتُ روحي وعاقبتُ نفسي بالموت
الانتحار هو جريمة لا يعاقب من ينجح بها لأنه يموت .ولكن يعاقب من يفشل في تنفيذها
وحتماً سوف أنجح ..
23_كانون الأول
كُتب بالمانشيت العريض في آعلى الصحيفة
"الانتحار والاكتئاب"
كان العنوان الآخير لخبر انتحار المدعوة ( ر . ع )
#مَـايّـا_أسامة_كوسا
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا