شبكة سورية الحدث


رماد ذكرياتي للكاتبة سوزان حويجة

رماد ذكرياتي للكاتبة سوزان حويجة

أخرج كثيرا هذه الأيام لأنقش تفاصيل الأماكن خوفا من النسيان
أتردد حيث تسكن كل ذكرى،ألملم آخر عطور المواعيد
ويبقى وجهك معلقا بأهدابي،
أحاول ترتيب موعد مع الصدفة وأنتظرك،
أشرب من عينيك مرّ قهوتي وأعتق الأغاني على عتبة عودتك
أزيّن الريح بلون عينيك حيث توحّد الغناء والصلاة
وأنتظرك ألفاً 
أداعب جوعي إلى تفاصيلك بكسرة خبز مسروقة من رماد ذكرياتي معك
آثار أقدامنا محاها الطريق وتحولت إلى ليلين تحت عيناي
لازلت مغروسا بباطن كفي تقرأُك أقداري وتعرفك أحزاني التي أَلِفتني منذ ريح وشتائين
أنا مولودة الصدفة في زمن العطش، و خلاصة القُبل
أنا من عمر العشب البري والشجر،
علاقتي بالبحر أقدم من وجودي
نجوتُ من كل المآزق والحروب وسفر الزمان
إلا طيفك أهرب فيسبقني
كيف عبرتني دون أن تخرج مني ،
وطاب الهجر،
صبغني غيابك بلون الحجر
وبعد ألف انتظار وألفين
يرن هاتفي ..باعثا أنفاسك في صدري أتعرق هذيانا يفضحني بالرغم من برودة الهواء في غرفتي
كما لو أنك أقدمت على سرقة كل الكلمات التي أنظمها منذ سنوات لموعدنا
نفضت غبار نفسي واستقمت بعد أن ابتلعني ألف ألم
أطبقت جفنيّ على ذكرى أمسك ، وكل شيء بدا ساجدا يصلي نسيانك من جديد
كل ما حلمت تبخر وانطفأ حتى صار صمتا
كانت الوحدة أقل مرارة..
والهجر أفضل عذراً لك 
ها قد تعلمت أن الغياب لا يكون دائماً وفياً
وأن الألم وحده الذي يعرف إقامة الحدود،
عندما أدركت رائحة أنثى غريبة نسيتها على شفاهك قبل أن تكلمني .

التاريخ - 2021-08-21 2:57 PM المشاهدات 1286

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا