شبكة سورية الحدث


حكومة عرنوس متخمة بالتفاؤل والوعود ....؟

 حكومة عرنوس متخمة بالتفاؤل والوعود ....؟

يبدو التفاؤل السمة الأبرز للحكومة الجديدة بعد التعديل الطفيف " ولكن المهم" الذي طالها . فكل ما يصدر عنها يمثل حالة من التفاؤل ولربما تكون الرغبة بالعمل والحماسة ربما وهذا حقها .. ..
في جميع إطلالاتها التي تلت لقاء السيد الرئيس معها , والحكومة تتبنى خطاب يميل أولا تشخيص الواقع بجرأة , وثانيا جرأة في إطلاق وعود كبيرة بالتحسين ,  واللافت في وعود الحكومة شموليتها بدليل بيانها حيث تعهدت فيه بفعل كل شيء للنهوض بالاقتصاد ومعيشة المواطن ورفع مستوى الخدمات ..وتأمين المواد بما فيها المشتقات النفطية السلع  الغذائية الأساية وضمان استقرار اسعارها وتوفرها  وأيضا توفير السماد والاعلاف  وغيرها في الوقت الذي تفاقم فيه نقص هذه المواد بشكل كبير في الفترة الأخيرة
طبعا بإمكان الحكومة ومن حقها أن تقول أنه في نيتها فعل الكثير من أجل المواطن ..
ولكن بالعودة الى حالة التفاؤل والتي تجعل كل المسؤولين يقدمون وعودهم بينما تقاسيم وجهوهم مرتاحة وهنية  . لابد وأن نسأل السؤال التالي : هل  هناك معطيات لدى الحكومى بأن الامور فعلا ذاهبة الى الأفضل وهل لديها الأدوات والخطط والأجهزة التنفيذية ..
من باب أننا  محكومون بالأمل فإننا لابد وأن نشعر ببعض التفاؤل مع كل تلك الوعود التي أطلقتها الحكومة في مناسبتين  حتى الآن لقاء اتحاد العمال و البيان الوزاري بالإضافة الى لقاءات واجتماعات مجلس الوزراء الأسبوعية
فعلاً حالة تستحق الوقوف عندها .. فمن أين تأتي الحكومة بكل هذا الكم من التفاؤل , وفي الحقيقة هو موقف شجاع منها ان تشعر بالتفاؤل لان التفاؤل يدفع نحو العمل بل ويجعله أسلس وأسهل.
 
ولكن ماذا على أرض الواقع , هل تستطيع الحكومة فعلا إيصال كل ذلك القدر من الرغبة بالعمل الى الناس وبالتالي  تمكينهمم ن امتلاك ناصية التفاؤل .. هل يمكن لهذا التفاؤل أن تصل الى مواطن ينتظر سرفيساً يقله الى بيته أو عمله في كراج فارغ مثلا , هل يمكن ان يصل الى موظف لايكفي راتبه ثمن دفاتر في بلد التعليم فيها مجاني والزامي .. هل يصل الى مريض يشتري جرعات السرطان من السوق بينما الدولة تستورده وتقدمه مجانا في مشافيها , هل يصل الى مواطن يشتري المازوت المسروق والبنزين المسروق والغاز المسروق
 
هنا ألا يجب ان تتقن الحكومة فن زرع التفاؤل لدى المواطنين عبر محاولة الانتقال بوعودها الى ميادين التحقيق والعمل سريعاً ولو ببعض هذه الوعود , على الأقل انتقاء الوعود التي لها علاقة مباشرة بمعيشة الناس والعمل على تحقيقها والتركيز عليها  ؟
لقد قدمت الحكومة كل مافي جعبتها من أقوال . وقد لايبدو الناس بظروفهم المعيشية الصعبة قادرين على الإيمان بكل تلك الأقوال خاصة وأنّ هناك ميل لعدم التصديق بل ميل لعدم القناعة بأنّ أياً من هذه الوعود يمكن أن يتحقق لعدم وجود إرادة لتحقيقه بل لعدم وجود قناعة بأنّ أولئك الموجودين في مواقع الإدارة قادرين أو راغبين بالعمل " وهنا لايمكن التعميم بالمطلق ؟ "

 تبدو مواجهة الحكومة مع الناس صعبة للغاية, وكل ما قالته حتى الآن ذهب أدراج وسائل الاعلام وصفحات السوشيال ميديا .. بينما يفرض الواقع المعيشي صوته عاليا في كل لحظة وعلى كل حائط أزرق يديره مواطن سوري وفي كل تفصيل من تفاصيل حياته  ؟ ..
فهل ستتمكن الحكومة من إمتلاك الزاوية الصحيحة لقيادة عملية النهوض بالواقع المعيشي والتي لن تكون إلا من خلال تبني حقيقي وقوي وشجاع لميادين الانتاج .. وحيث لايمكن التوجه الى هذه الميادين إلا برفقة مقومات هذا الانتاج ومستلزماته كاملة وغير منقوصة . وهذا يعني أنّ المهمة الآن هي لقيادة عملية متكاملة وغير منقوصة ومحسوبة الجدوى .
وبالتالي عندما تقول الحكومة أن تخطط لانتاج مليوني طن قمح .. فيجب أن يتحقق في كل الظروف لأن المنتج يحسب لكل الظروف وليس كما حصل في  " عام القمح "الذي لم يكن أكثر من شعار لم يتم العمل من أجله كمايجيب فكانت الخيبة كبيرة جدا  ؟
يجب أن تتمكن الحكومة من تمكين بيانها الحكومي بقاعدة حقيقية وملموسة من مستلزمات الإنتاج والعمل وبشكل كامل ومتكامل بحيث لايكون هناك مجال للمفاجآت .. وعليها أن تحسن التعامل مع منظومات الفساد التي دأبت على سرقة مستلزمات الانتاج  .. عبر محاصرتها بالاتمتة

أخير وبعد أسابيع على انطلاقتها قالت ووعدت الحكومة بكل شيء وبما يفيض حتى .. وبينما نحن ننتظر بشغف أن نخرج مما نحن فيه نقول : إن غدا لناظره قريب ؟

الجدية في العمل هي التي ستنقذنا من الظروف الحالية وهي التي ستزرع التفاؤل ؟  

التاريخ - 2021-09-08 5:09 PM المشاهدات 438

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا