شبكة سورية الحدث


لعلي لم أزل حرا بقلم رواد الحمدان

لعلي لم أزل حرا بقلم رواد الحمدان

لعلّي لم أزل حُرّاً

فككت قيود الحلم عن معصميّ
وعشت الآن..
في زوايا الليل أمشي
هادئاً .. مترنحاً
لا ظلّاً يلاحقني 
ولا ضجيج ..
أكسرُ طور عاداتي .. وأضحكُ
لا يساورني الشعور بأنّني حجرٌ 
كما من قبل كنت ..
ولا أنسى أنّي هنا 
خارجاً من كلّ شيء
من نفسي وأحلامي 
ومن آمالي الثكلى وآلامي
ومن ماضٍ تعوّد أن يقاتلني 
وآتٍ لا يجيد سوى التأخّر بالظهور
قلت: الليل مملكة العابرين
وسجن الحالمين
الليل مملكتي ..
جسرٌ بين مهزلة الحياة و حقيقة الذات
على الحالمين أن يعبروا الجسر
لعلّهم يُتوّجون بالنجاة

ظلامٌ كاملُ التكوين ..
لا أوهامَ بعد الآن..
أجلس خارجاً منّي 
لكي أرى ما يراه الوقت
رأيتني أمشي  على قلبي
وأرقصُ زاهداً بالوقت..
الوقت لي ..
و لي قلبي المسافر في ثنايا الروح
لم أكن منتبهاً لمن حولي ..
ظننت أنّني وحدي..
لكن الدرب كان ممتلئاً بالعائدين الخاسرين
لم يعبروا الجسر لأنّهم خافوا من الرحيل
وتمسّكوا عن غير قصدٍ 
بترّهات العيش الزائفِ
سرعان ما رحلوا 
و لم يبقَ سوى ظلٍّ على يسار الدرب
كانت فتاةً ترتدي أسرارها
و تسكب الدّمع على مرأى الظلام..
قالت: لعلّي لم أعد أقوى على كبح الدموع
حبست مشاعري قسراً 
و أسدلت الستار على روايتي الكبرى
و كذبةُ الأمل الكبير تبخّرت 
بعد انتظارٍ لم يكن إلا هباء
هل يساعدنا الزّمان 
لنتبع السفن القديمة في أعالي الليل؟
قلت: لعلّك تستوحين من روايات الخيال
قوّةَ الآمال ..
قالت: أسمعتَ ما حدّثتُ فيه نفسيَ؟ 
لم أنتبه لوجودكَ
قلت: سمعت ما لم تنطقي به..
أحاديث الغرام الغافية 
و الأمنيات الحافية
و رجفةُ اليد الصغيرة عند أولى الذكريات
قالت: لماذا لا توحّدنا الحياة
في ممرّ المعجزات ؟
كنتُ أبكي إن نظَرْتُ إليه في سرّي
وكان يسمعُ مثلما سمعتَ أنت دون أن أحكي
وكأنها تقول له :
 هذا الغضب الماطر من آثاركَ ..
أنا بانتظاركَ...
لعلها تركت فراغاً بين أحرفها 
لكي يبني على أنقاض ما يخفى من الكلمات جسراً
فيصعد المعنى ..
مازالت تكره التّعبير
وتحب أن يجتاح طقس غموضها خلسةً
قلت : لا تغرقي بالصمت .
قالت : هبني خيالك .. أنا بانتظارك ..
قلت: كوني خارجَ القدرِ لتنتصري
فقالت : كأنّ الليل مأوانا الأخير
وغابت في الظلام ..
.
.
رواد الحمدان

التاريخ - 2021-09-10 1:53 PM المشاهدات 474

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا