#شوق
أتَعلَمُ يا شوق ؟
أنا مَدِيْنٌ لكَ كثيراً ، مَدِيْنٌ لكَ بلحظاتٍ مِلؤُها أنتَ و محوَرُها هيَ .
نعم ، لقد كنتَ صديقاً وفيّاً ما تركتني لحظةً ، مُذ وارى طيفُها حياتي و فارقَ صوتُها أُذنيَّ .
أتعلَمُ يا صديقي ...
أشعرُ بتأنيبِ الضّميرِ و مرارةِ الفراقِ ، لكن _ و كما تعلمُ _ لكلِّ روايةٍ نهايةٌ مهما طالَ عدد صفحاتها .
سأتوقُ لبكائنا سويّاً على شعلةِ شمعةٍ أهلَكها فتيلها المُحترق ، لتلكَ الضّحكاتِ الّتي تتخلّلُ لحظاتِ الألمِ في ليلةٍ عاصفةٍ بعيداً عن حضن أمّي ، و تربيتةِ أبي على كتفيَّ سانداً ما تبقّى فيَّ من أملٍ ، لتلكَ الوردةِ الّتي لطالما قطفتُها و غرزتُها بينَ خصلاتِ شعرها ، لكلِّ جدارٍ دوّنّا اسمينا عليه ، و لأشياءَ أُخرى _ لا يسعُني ذكرها جميعا _ .
اليومَ يا صديقي ، نعم اليوم ، و في هذا المساءِ الباردِ قد خارَت قواكَ من كثرةِ مقاومتي ، أظنّني أمتلكُ من نورِ الإيمانِ و الإرادةِ ما يكفي لشنِّ هجومٍ أخيرٍ مُباغتٍ أضعُ فيهِ ملءَ قلبي من خالصِ حبّي لها في رصاصةٍ نُقشت عليها جميعُ ذكرياتنا لتخترقَ تُرسَ عنادها معلنةً انتصاريَ المكسور .
نعم .. لقد حاولتُ جاهداً العودةَ إلى ظلّ قلبها ، لكنّها كانت تشيحُ بهِ عن جسدي المتهتّكِ و قلبي المتصدّعِ .
لقد رفعتُ ما وقعَ على عاتقي من مسؤوليّةِ حبّها ، أمّا بعدُ ، فقد قرّرتْ لعبَ دورِ الضّحيّةِ فقرّرتُ أن أكونَ المجرمَ البريءَ .
نعم يا شوق ...
لقد خلعتُ عنّي ثوبَ الشّفقة ...
نفضتُ عن جسدي غبارَ الخضوعِ لك ...
فلتخلع عنكَ رداءها البنفسجيَّ و لترتدِ الأصفرَ في عالمي أنا ، بعيداً عن كلِّ ما يمتُّ لها بِصِلة .
اعذرني يا شوق ...
سيكونُ هذا النّصّ الأخيرَ الّذي أكتبُ عنكما فيه ...
فقد أرهقتني التّفاصيلُ و أثقلتني المشاعرُ ...
من ذي اللّحظةِ أنا حرٌّ طليق .
#أحمد_محمّد_علي
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا