سورية الحدث
إن عدنا قليلاً الى الوراء .. وراجعنا تصريحات بعض التجار وخاصة " تصريحات عضوان بارزان في غرفة تجارة دمشق " سنكتشف أن الحديث عن الهجرة وأيضا التنبؤ بانهيار الاقتصاد الوطني تصاعدت وتيرته بعد قرار تعليق استيراد مجموعة من المواد لمدة ستة أشهر في مقدمتها الجوز .
فجميعنا يتذكر تصريحات بعض أعضاء غرفة تجارة دمشق والتي كانت تركز على تصوير منع الاستيراد وكأنه انهيار للاقتصاد الوطني وحمل للصناعيين ورجال الاعمال والتجار على الرحيل الى مصر .. بينما كان هؤلاء الاعضاء باقون ولافكرة لديهم للمغادرة على الاطلاق ؟
على كل من الواضح أن الفيس بوك استطاع مجددا يكون منبرا للتشويش على اقتصاد من المفترض أنه يتحين الفرصة ويصنعها لحث الصناعيين ورجال الأعمال على العودة الى البلاد والمشاركة في تعميرها .
بل إن وزير الصناعة قال في تصريح صحفي أن " الأمور يجري ترتيبها فعلاً لعودة الصناعيين بما في ذلك معالجة الملفات الأمنية إن وجدت "
وكانت هناك أنباء عن اتصالات جدية مع مجموعة من الصناعيين للعودة والقيام بتشغيل مصانعهم , وفي حلب تحديدا وحيث يمكن فعلا إعادة الحياة لمعامل على مستوى الشرق الاوسط ؟
في الحقيقية في زحمة الحديث عن هجرة الصناعيين والتجار والتلاعب بالاحصاءات والمعلومات بشكل مريب للغاية .. كان يجب الانطلاق فورا بحملة ترويج مدروسة لقانون الإستثمار الجديد والجيد بما يتجاوز على سبيل المثال أن يطلب رئيس الحكومة من بعثاتنا وسفاراتنا في الخارج العمل على ترويجه في حالة صادمة من الاستسهال لأمر مهم للغاية يتعلق بقانون كقانون الاستثمار والذي من المفترض أن يكون الجاذب الرئيسي للمال المحلي والخارجي في بلد لديه فرص كبيرة ومهمة ولكن لايتم الترويج لها
نعم نحن لانُحسن الترويج لما نملكه من فرص .. ولانقوم بذلك أيضا .. ولاتوجد عند مسؤولينا الاقتصاديين ثقافة الترويج الصحيح والممنهج للبلد ولامكانياته ولفرصه بل هم لايحسنون الترويج لتلك القوانين والقرارات التي يصنعونها رغم امتلاكهم لناصية الامر ؟ .
لقد اعتقد بعض رجال الاعمال ممن أمسكوا موضوع الهجرة وبدأوا الحديث به ليل نهار أنهم بذلك يضغطون على الحكومة لتلبي مطالبهم .
على أننا نعتقد أن البلاد يجب أن تخطو فعلا باتجاه إقامة حدث ما يجعل أنظار رجال الاعمال تتجه اليها بقوة وجدية ..
يجب العمل على صياغة حزمة متكاملة من التطمينات القطعية التي يمكن ان تكون مرتكزا لثقة الصناعي وصاحب المال بالعودة والقدوم الى البلاد فإما إعادة تشغيل المعامل وإما القيام باستثمارات جديدة
لابد من أن تمتلك الادارة الاقتصادية رؤية واحدة متكاملة ومؤسساتية لبيئة الاستثمار في سورية خاصة بعد امتلاك قانون مهم وعصري ويمكن ان يلبي تطلعات المستثمرين
ويجب على الإدارة الاقتصادية تهيأة الامر جيدا على الأرض والعمل على معالجة كل ما يعترض العمل مهما كان تفصيلا صغيرا وهذا يتطلب طبعا توحيد المرجعيات ومنع التدخلات الثانوية التي يمكن ان تكون في أحيان كثيرة هي السبب في عدم عودة الصناعيين بل وفي عدم قرارهم التوسع بالعمل بل واتخاذ ضعية الانتظار على أمل أن يأتي من هو قادر على قيادة العمل الاستثماري والاقتصادي من نافذة واحدة ؟ . ..
المدن الصناعية الثلاثة الموجودة في سورية تشكل اليوم وتعبر عن ما يمكن أن يكون منطلقاً حقيقياً للتوسع في الاستثمارات المأمولة والتخطيط لتكون هذه المدن بمثابة أماكن عمل عملاقة ليس في المنطقة وإنما في العالم
لابد وكما قال فارس الشهابي رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية من العمل فورا على تنفيذ مقررات المؤتمر الصناعي الثالث فهي قادرة على دفع الصناعة خطوات قوية وبمسافات كبيرة الى الامام , بل وقادرة على إعادة "أبو كامل شرباتي " فورا الى البلاد والمباشرة بفتح معمله الذي لايقل أهمية عن معمله في مصر
لابد من طاولة تجمع أصحاب القرار فيقررون اعتماد ورقة عمل متكاملة لدفع الصناعة و الاستثمار وتكييفها مع الظروف الحالية بالشكل الذي يضمن إدارة مثلى لحوامل الطاقة على سبيل المثال , وتأمين مقاربة جيدة للعراقيل الناجمة عن العقوبات والارتقاء بمستوى المحاكاة والحوار بين الحكومة و قطاع الاعمال بشكل علمي وعملي
لقد حان الوقت لتكون الطاولة التي يجلس عليها الطرفان الحكومة وأصحاب المال منطلق لصناعة الحلول التي توضع في التنفيذ الفوري عوضا عن الأدراج وعدا ذلك علينا أن نقتنع أنّ هناك من تعمد إثارة البلبة من وراء تضخيم هجرة الصناعيين ورجال الاعمال ... الحكومة القوية في هذا الزمن هي التي تتأكد أن دورها هو مد جسور العودة الى الوطن ؟
ومد الجسور يكون بإجراء مقارات صحيحة للمشاكل الجوهرية التي تعترض العمل من توفر حوامل الطاقة الى الحواجز وارتفاع أجور النق والنظام الضريبي الواضح وحرية الانتقال وتوفي المواد الأولية وغيرها من الأمور التي يجب تنظيمها في ضوء الظروف الحالية وبشكل يمنع الاستثناءات ؟
سيريا ستيبس