يواجه أبناء مدينتي الحسكة والقامشلي صعوبة في الوصول إلى باقي المحافظات، خاصة دمشق، إذ إن غالبية المسافرين من الطلاب والمرضى، حيث يعد مطار القامشلي الدولي المنفذ الجوي الوحيد للوصول إلى المحافظات، بالإضافة لعدة شركات نقل عبر الحافلات تعمل على الطرق البرية منذ إعادة فتحها قبل نحو ثلاثة أعوام.
ومنذ عام 2013، أُغلق الطريق البري الوحيد الذي يصل محافظة الحسكة بالعاصمة دمشق، ليُعاد فتحه في عام 2017، وبالرغم من المخاوف والصعوبات، لكنه الأقل كلفة مقارنة بالتكاليف المضاعفة جواً، بالإضافة إلى بعض الصعوبات التي تعترض الحافلات، والمشاق الكثيرة، والمدة الطويلة للرحلات البرية التي كانت الأسهل والأوفر بالنسبة للمسافرين.
وبيّنت راما “٢١عاماً”، طالبة سنة رابعة هندسة في جامعة دمشق، أنها تخشى السفر براً لتقديم امتحاناتها، وأشارت نسرين، طالبة في محافظة اللاذقية، إلى صعوبات تأمين بطاقة الطيران إلى العاصمة، لاسيما بعد إلغاء حسم الطلاب منذ عدة أشهر، ولا توجد سوى رحلة واحدة خلال الأسبوع، وصعوبة الحصول على بطاقة للشركة السورية للطيران، علماً أن سعر البطاقة اليوم وصل في شركة أجنحة الشام لما يزيد عن ٣٠٠ ألف ليرة سورية، وتتابع: رغم صعوبة الطريق ومساوئه من حيث الساعات الطويلة التي نمضيها داخل الحافلة، والمخاوف من عدوى فيروس كورونا، يفضّل السفر جواً بسبب الصعوبات والمشاق الكثيرة التي يلاقيها المسافر براً.
وفي ظل الظروف الصعبة والخطرة هذه، يفضّل معظم الطلاب والعاملين والموظفين المتنقلين بين مدينتي القامشلي ودمشق السفر جواً، لكن الأمر ليس بهذه السهولة، إذ تصل تكلفة البطاقة عبر المكاتب والسماسرة لما يزيد عن 300 ألف ليرة سورية، لاسيما مع كثرة الطلبات، وقلة عدد رحلات السورية للطيران، إلى جانب وجوب الحجز قبل ثلاثة أسابيع على الأقل، وتعذر حجز التذكرة خلال الأعياد والمناسبات.
وتضيف شهناز “مريضة من مدينة القامشلي”، بأنها مضطرة للسفر براً، فمواعيد علاجها محددة، ومن الصعب تأمين حجز على الطائرة، وأضافت: لا أستطيع انتظار (الواسطة) لتأمين بطاقة طائرة، سيفوتني موعد الطبيب، أنا مجبرة على السفر عبر الطريق البري رغم المشاق والصعوبات التي يلاقيها المسافر براً.
وبيّن أحد موظفي شركات النقل البري في القامشلي أنه رغم المسافة بين مدينتي القامشلي ودمشق، تبلغ حوالي 700 كم، إلا أن الرحلة بالحافلات تستغرق حالياً نحو 20 ساعة، وقد تصل إلى 24 ساعة أو أكثر بحسب ظروف الطريق والتوقف المتكرر، وأضاف أنه رغم كل هذه الصعوبات والمشاق، هناك إقبال كبير على حافلات النقل البري لأنها الأوفر سعراً، والأسهل في عملية الحجز مقارنة بالسفر جواً.
ومنذ أواخر عام 2017، تم إغلاق جميع رحلات الطيران المدنية إلى مطار اللاذقية، ودفع الأمر المسافرين أبناء محافظة الحسكة إلى مدينة اللاذقية باللجوء للنقل البري، أو السفر لمطار دمشق والحجز براً من هناك لمدينة اللاذقية، ما زاد من مصاريف ومشاق الرحلة.
مدير فرع الشركة السورية للطيران بالقامشلي معصوم أحمد طالب بزيادة عدد الرحلات الداخلية لتجاوز الأزمة، حيث هناك كل يوم أعداد كبيرة من المراجعين، وكل ذلك يشكّل ضغطاً كبيراً على الموظفين، ونتحمّل الشتائم والإهانات، ولا نستطيع تأمين حتى ربع العدد المذكور، ونحن لا نملك سوى طائرة لا تتحمّل أكثر من 72 راكباً، ودعا مدير فرع الشركة السورية للطيران لتكثيف الرحلات الإضافية، لأننا لا نستطيع حتى تأمين الحجوزات للحالات الاضطرارية للسفر، مؤكداً على تنظيم الرحلات وفق برنامج شهري لإتاحة المزيد من الفرص أمام المسافرين.
البعث
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا