اكلمتني يا وطن ...بوداع وحيدي

سورية الحدث الاخبارية-السويداء- معين حمد العماطوري  
حينما ودعني وحيدي مهاجرا ...تاركا ما حاولت لاجله ان يكون كنا اراد، بحيث سدت ابواب الحياة وفرغت المبادىء والقيم من مضامينها، وبات ارذال القوم اسيادها، وساد القهر والعهر والنفاق والسرقة والكذب والفقر والجوع، واخرين ينعمون بملذات الحياة باساليب وطرق ملتوية ويتصدرون المقاعد والمجالس وباتوا من اصحاب الرأي وقادتها، وبات حلم الشباب تامين الحد الادنى من العيش دون التفكير بقدرية الحياة من زواج وغيرها،
ايقنت انك يا وطن قد اكلمتني، وجرحت فؤادي وجعلتني ابكي وانوح لمن عشت لاجله محاولا بصدق ومهنيه تحقيق ما يصبو اليه زارعا في قلب فلذة الكبد والروح رائحة الياسمين...لكنك أخذلتني يا وطن لم تستطع ان توفي عهدا مع من احبك وانتمى اليك ...ولم توفر لابناءك وشبابك ادنى وسيلة العيش الكريم لاعمارك ..فرنت نحو ايدي العابثين تزيد الفقر فقرا والحاجة حاجة، وفرضت على شبابنا الهجرة لانك صنت الفاسدين على حساب الوطنين ...ادميت القلوب وادمعت عيوننا ...لماذا يا وطني جعلتنا نبكي وندمع كي نودع ابنائنا حبا بالخلاص من فسادك ومفسديك وهم لم يجدو بين فضاءك مكانا للعيش الكريم...الا يحق لنا ولهم العيش الكريم بوطن عاش ازمة وصمد كرمى لعلمك...
الم يكفي ما دفعنا لاجلك من دم وتضحيات وصمود...
وانت تقتحم قلوبنا بالاسى والالم ...
تبارك الفجار والقهار واصحاب النفوذ والمارقين والسارقين على ارداننا وتعلو شانهم ...
حتى بات يقينا انه لا بارك الله بمكان لا يحمل اهله ...
لا بارك الله بمكان لا يحمي شبابه...
ايقنت مخاطبا وحيدي وقرة عيني اذهب يا بني فعين الله ترعاك ...اذهب  يا احسان وحيدي الذي عشت شريفا بين اروقة المكاتب لثلاثة وثلاثين عاما علني اجد مكانا لمكونات عقلي كي اسعدك ولم افلح، وحرمتك يا بني من كثير كي لا تكون معارة لغيرك... 
اذهب يا احسان الى المكان الذي تشعر به انه وطن لامنك وسلامتك وطموحاتك ...اذهب يا مهجة الروح والكبد اذهب يا احسان حيث شئت ان تكون راغبا بالحياة الرغيدة... 
لقد سافر ولدي الوحيد بعد ان ضاق ضرعا ممن هو فيه ومن حوله...تبا لك ايتها الحياة ...
دموعي لك فرحا يا بني انك ستعمل على ما تمتلكه من ارادة وطموح، ولكن عيوني لك املا بالقادم الاجمل لك محققا غايتك...سر على بركة الله الرب يحميك...وكن كما عهدتك وكما انت سبع لا يخشى لومة لائم...