يبدو أن الآلية المبتكرة لدى محافظتي دمشق وريفها، في محاولتها لضبط عمل السرافيس والحد من اتجارها بمخصصاتها من مادة المازوت عوضاً عن استخدامها في تخديم المواطنين عبر العمل على خطوطها المخصصة لم تحقق النتيجة المرجوة، بينما المواطنون يعانون مشكلة الازدحام على الخطوط كافة، سواء القريبة أو البعيدة، ويبقى انتظار وسيلة نقل لساعات طويلة سيد المشهد.
عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق لشؤون النقل والمواصلات مازن دباس بين أن المراقبين المعينين من المحافظة غير مخصصين لمراقبة خطوط معينة، وإنما يقومون بجولات على عدة مناطق، ليقوموا بالرقابة على السرافيس العاملة عليها.
وحول مدى التزام المراقبين وإمكانية تعاونهم بالتغطية على مخالفات السرافيس، أكد دباس أن كل مراقب يخل بعمله وثبت عليه ذلك تتم إحالته للقضاء، مشيراً إلى أنه تم مؤخراً إحالة مراقب على خط مزة جبل إلى القضاء.
وحول عدم التزام سيارات التكسي بالعمل وفق التعرفة الرسمية الصادرة عن المحافظة كشف دباس أنه تم حجز أكثر من 250 سيارة خلال العشرين يوماً الماضية بمخالفات تخص العدادات.
وعن الإجراءات المتخذة بحق المخالفين من السائقين الذين لا يعملون على خطوطهم ويستخدمون مخصصاتهم لغير حاجة النقل تواصلنا مع عضو المكتب التنفيذي لـمحافظة دمشق لشؤون التموين والتجارة الداخلية والصناعة شادي سكرية الذي أكد أنه «لم يسمع بعقوبة سحب بطاقات للسرافيس المخالفة التي تستخدم مخصصاتها من الوقود لغير الغاية المحددة لها»، وعند الاستيضاح منه عن آلية ضبط المخالفات على الخطوط العاملة في دمشق امتنع عن الإجابة وطالب بتوجيه كتاب خطي عن طريق المكتب الصحفي؟
سرافيس تتاجر بمخصصاتها
وبالنسبة لمشكلة النقل في محافظة ريف دمشق كشف عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل والمواصلات عامر خلف أنه تم حرمان وسحب بطاقات 2500 سائق سرفيس قاموا بارتكاب مخالفة «بيع» مخصصاتهم من الوقود خلال الأشهر الستة الأخيرة.
وأوضح عضو المكتب التنفيذي أن سحب بطاقات المحروقات يستمر من 15 يوماً حتى الشهر، ومع انتهاء مدة العقوبة يعود السائق إلى العمل بعد كتابة تعهد بعدم تكرار المخالفة، مؤكداً أن المحافظة عممت على مديري النواحي والمناطق بتسجيل قيود السرافيس التي تخدم المناطق لمراقبة حركتها وضمان التزامها بالعمل.
وأكد خلف أنه تم الحد من الموافقات الممنوحة للسرافيس التي تنقل الموظفين والمدارس بنسبة 99 بالمئة، منوهاً بوجود إجراءات شديدة بتوقيف كل مخالف لهذا القرار.
وأرجع خلف استمرار أزمة النقل على خطوط ريف دمشق إلى عدم التزام المراقبين بعملهم، داعياً المواطنين إلى تقديم الشكوى، مطالباً بضرورة أن تكون الشكوى واضحة بحيث يخصص المواطن المركبة التي خالفت لا أن يعمم المشكلة على كامل الخط.
أجهزة شحن رصيد إلكترونية
بدوره كشف مدير عام مؤسسة النقل الداخلي بدمشق موريس حداد أنه مع بداية العام القادم ستكون بطاقات الركوب معممة لجميع خطوط النقل الداخلي لمحافظة دمشق، موضحاً أنه سيتم إصدار بطاقات شهرية وربعية ونصف سنوية، مبيناً أنه يتم العمل حالياً على تحديد النموذج.
وبيّن حداد أن البطاقات ستحوي ميزات وحسومات قد تصل إلى 50 بالمئة لذوي الشهداء وجرحى الجيش والطلاب، لافتاً إلى وجود دراسة لتخصيص أجهزة إلكترونية في الباصات لتعبئة الرصيد في بطاقات الركوب حيث يمكن للمواطن اختيار المبلغ الذي يريده، وذلك في خطوة « لتجفيف الفساد عبر الحد من العامل البشري.
مدير النقل الداخلي أشار إلى العبء الذي تتحمله المؤسسة في تأمين خطوط الريف البعيد لدمشق مثل (رنكوس-التواني-القطيفة..إلخ) قائلاً: عدد باصات النقل الداخلي العاملة لا يتجاوز الـ110 وهي غير كافية لتأمين خطوط المدينة، إضافة لـ 190 قرية في الريف، وقال: خدمنا بعض القرى وهناك طلب متزايد لتشغيل خطوط إضافية من مناطق أخرى.
وأكد حداد أن المؤسسة تعمل لتأمين خدمات النقل قدر المستطاع بالتعاون مع جميع الجهات المعنية، مشيراً إلى أن هناك نحو 40 شركة خاصة تتقدم للتعاقد مع المحافظة، مشيراً إلى وجود مساع لتوريد باصات جديدة وستكون الحصة الأكبر للعاصمة دمشق.
وشدد حداد على موضوع ترسيخ ثقافة الشكوى للحد من التجاوزات حتى التخلص منها نهائياً، مشيراً إلى نشر15 مفتشاً على جميع خطوط النقل لتدقيق تسليم السائق التذاكر للمواطنين.
الوطن
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا