بأيدي نساء من مختلف قرى الريف السوري وبعيداً عن مكان إنتاج المنتجات الريفية افتتحت مديرية التنمية الريفية الزراعية والأسرية سوق “الريفية” في منطقة البرامكة منذ أيام لبيع تلك المنتجات، ليشهد السوق إقبالاً كثيفاً من المواطنين الذين لمسوا فيه جودة المنتج وعراقته، إضافة إلى سعره المناسب مقارنة بالمنتجات ذاتها التي تطرحها المعامل والشركات.
الصالة الريفية والتي تعتبر الخامسة بمركز المدن بعد محافظة اللاذقية والقنيطرة ودرعا وحمص جاءت كنافذة تعريفية وترويجية لمنتجات الأسر الريفية بأسعار مدروسة بعناية ومتناسبة جداً مع مستوى الجودة العالي لهذه المنتجات حسب ما أكدته رائدة أيوب مديرة مديرية التنمية الريفية الزراعية والأسرية في تصريح “للبعث” مشيرة إلى أن هذه الصالات تعود بالنفع والفائدة على الأسر المنتجة وعلى تطوير المنتج وتحسين جودته، خاصة وأنها بعيدة عن مكان إنتاج هذه المنتجات، مما يجعلها سوق نشط جداً لتسويقها، بحيث تضع المستهلك أمام عدة خيارات، فهي تضم منتجات من مختلف قرى الريف السوري, تصل إلى حوالي /72/ منتج ريفي تحمل بصمة وعراقة كل منطقة، وهذه الأعداد قابلة للزيادة بشكل يومي بناء على نسبة المبيعات، لافتة إلى أن الهدف الأساسي هو مساعدة الأسر الريفية وإحياء المهن الريفية وتحويلها لمولدات دخل لهذه الأسر.
المشاركات في هذه الصالة أكدوا أهمية هذه الخطوة في تسويق منتجاتهم، خاصّة وأن النهوض بالمرأة الريفية من بوابة الإنتاج شكّل هدفاً أساسياً لوزارة الزراعة منذ سنوات طويلة، لكن عقدة التسويق لمنتجاتهم كانت تقف عائق أمام معظم المشروعات، ليتم لاحقاً ربطها بوحدات وإحداث أسواق ومراكز بيع للإنتاج وصولاً لافتتاح صالات لبيع منتجاتنا في بعض المحافظات، ثم افتتاح صالة “الريفية” في قلب العاصمة والتي بدورها ستوفر فرصة كبيرة لتسويق جميع المنتجات كونها مركز تجمع سكاني كبير من مختلف المحافظات، حيث قرّبت هذه الصالة القرى من سكانها المُقيمين في دمشق وسكان دمشق الأصليين ممن يتوقون للمنتجات الريفية، كما أوجدت هذه الصالة تجانس وتقارب بين المنتجات إضافة إلى المنافسة بين المنتجين لتحسين الجودة، ولفتت المشاركات إلى أن أسعار المنتجات رخيصة إذا تم مقارنتها بالجودة وهي منتجات بلدية طبيعية مئة بالمئة مع هامش ربح بسيط لكسب زبائن كخطوة مبدئية.
بدوره لفت محمد كشتو رئيس اتحاد غرف الزراعة إلى بدء الوزارة بمشروع الزراعة الأسرية منذ 8 سنوات وتم استهداف أكثر من 50 ألف أسرة على مدار تلك السنوات، لكن ضرورة إقامة وحدات تصنيع لتصنيع منتجات زراعية أحياناً في فترات المواسم كان من ابرز احتياجات الزراعة الأسرية، وأشار كشتو إلى وجود 223 وحدة تصنيع غذائي على مستوى سورية وهذه الوحدات طورت نفسها بشكل كبير، لتبدأ لاحقاً وزارة الزراعة بإقامة أسواق ومعارض لتوثيق هذه المنتجات التي لاقت قبول لدى المستهلك، وتم إقامة مراكز تسويق في بعض المدن وصولاً اليوم إلى المركز في دمشق الذي أتاح فرصة للمستهلكين للحصول على منتجات مصنعة زراعياً بجودة ونظافة عالية ومراقبة من قبل كوادر زراعية، حيث تقوم الوزارة بسحب عينات منها بشكل دوري واختبارها في مخبر وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ليتم منحها شهادة الاعتماد، وأشار رئيس اتحاد غرف الزراعة إلى دعم الحكومة مؤخراً للريف والمنتج الريفي بهدف إعادة الألق إليه وصولاً لتحقيق الأمن الغذائي الريفي والكلي.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا