شبكة سورية الحدث


الصداقة تحمل الأخوة وتدخل ملكوت المحبة

الصداقة تحمل الأخوة وتدخل ملكوت المحبة


سورية الحدث الاخبارية -السويداء- معين حمد العماطوري  
في زمن بات النفاق الاجتماعي فيه سمة العصر ورونق الفعل والوجود، يتضح للإنسان العاقل وكل من يحمل علته، انه أمام صراع بين مواقفه ومبادئه وبين الواقع الصعب المرير الموسوم وموشوح بوشاح النفاق والكذب، ذلك لأن الصديق الصدوق بات كالمستحيلات، غير موجود في الوجود الا ما ندر، وما ينتشر اليوم ليس الا رفاق المصلحة والذي ينتهي قيم صداقتهم بانتهاء المصلحة...
لعل دائرة الظلمة ضمن محور نقطة بيكار في تلك الرؤية المعتمة أن الظل الأسود المدلهم يشع من نقطته السوداء بصيص نور نوراني فيه خيوط انبعاثية تسطع ضياء الصداقة حاملة للمحبة والأخوة لا تنسى أبداً، ولكن واقع الزمن يفرض علينا ذكرهم عن غيرهم وكي لا ندخل باب العتب، ولأن الأصدقاء والحمد لله كثر، آثارنا عدم ذكر الأسماء أو الدخول في التفاصيل، لكن ضرورة الزمن أوجبت الحضور لأشخاص دخلوا عالم الاهتمام كثيراً ولكن تراجع دوافعهم الإنسانية لطغيان الأنان الفردية والأنانية المفرطة على جوهر وجمال الصداقة، محاولين تغليفها بسلفان النفاق الاجتماعي الذي بات واضحاً من خلال السلوك والمسلك والمنهج، ولأن الصداقة الصادقة قوامها وحواملها مربوطة بالعامل الأخلاقي والإنساني الأمر الذي ولّد عند العديد من التأثير على وشم الصداقة بوشاح الانا والذات الفردية، والايام أثبتت تجاوز كره الكارهون وثبات محبة الحق والوجود بتحويل الصداقة الى أخوة حقيقة، ورغم غبار الزمن الماضي في ملاعب الطفولة والشباب، ظل ذاك الوفاء سمة الصديق الصدوق الذي يزداد لمعانه يوماً بعد يوم، والأهم أن شخصيات تبوأت مهام قيادية أو إدارية أو سياسية أم ماشابه ذلك متنقلة بين بلدان العالم ممتشقة دموع المحبة حين اللقاء، ملوحاً بمنديل بياض القلب المفعم بالوفاء...وهناك الكثر من الأصدقاء دفعوا بي نحو رؤية متجددة في تكوين شخصية ثقافية أو منهجية أو بحثية ذاك التطلع للمعرفة بوصفها الطريق المؤدي للتفكير العقلي والعلمي بالعقلية المتوافقة أكاديمياً في الحياة المستمرة، وبفضل هؤلاء ومحبتهم وهم كثر تكونت لدي رؤية وأفكار ساهمت في بناء مشروع الإعلامي أو الثقافي...
إذ لم تلد عوامل الصداقة من فعل حركي قائم على ردة الفعل الزمن، بل لعلها أتت من تمازج وتلاقح واندماج بين الأرواح في رؤية جذبتها عوامل المحبة اللاهوتية، بحيث حققت مقولة: "الأرواح جنود مجندة من تعارف منها تآلف"، ولكنها ترنو بأيامنا نحو الإنبساط في عواملها الفعلية بحيث طغت الأنا والذات الكلية (المصلحة) على القيم والمبادئ في الحياة، وتشكلت خيوط الظلمة السوداء النافرة بأحرف الحقد والكراهية لنكران الفعل الإنساني...وإلا كيف لهذا الزمن المظلم الذي ساد فيه ظلام الظالم وحقد الجائر ونكران الحسود على انوار المحب المتسامح والوفي الطافح محبة لمحبوبه وذاته أمام موجة طغيان فعل المادة الذي أخذت مسالك العارفين والمتعلمين والمثقفين نحو هاوية الأنا والمصلحة واتباع طريق الاعوجاج على معابد النفاق الاجتماعي ومحراب التغيير في الموقف والمبدأ بلحظة الصلاة الارتقاء....
لعل زمن الصداقة الذي بات في كتب الذكريات والمواعظ بصلاحية تنتهي بانتهاء عباراته...تجعلني احتفظ بأصدقاء لي يعيشون في ظل يطلون بين حين وآخر بابتسامات وضاءة لمنحي طاقة الأمل ان الحياة ما زالت تحمل نقطة بيكار الظلمة، بنور وضياء الوجود المستمر والباق...ولهذا فان الصداقة تحمل الاصالة وتدخل ملكوت المحبة...ولهذا تبقى الصداقة رمز الوجود وجمال الخلود والتعبير الخالد عن أفضلية التسامح وتفاضلها في القلب والوجدان والعقل والجنان بعيداً عن حركات الفعل الإنساني القائمة على تفاضل بين الزمان والمكان....
دمتم اصدقائي جميعا بخير وسعادة وامن وامان في كل عصر وزمان

التاريخ - 2021-10-26 12:43 PM المشاهدات 3132

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا