شبكة سورية الحدث


المهباش" رمز الكرم وأعز ما تملكه عشائر وعائلات حوران محطة مهمة في رحلة الحصول على قهوة عربية

المهباش" رمز الكرم وأعز ما تملكه عشائر وعائلات حوران محطة مهمة في رحلة الحصول على قهوة عربية

سورية الحدث 

درعا..هيثم العلي 
يعتبر #المهباش رمز الكرم وأعز ما تملكه عشائر وعائلات #حوران، وهومحطة مهمة في رحلة الحصول على القهوة عربية،  انزوى إلى ركن من أركان "المضافة" ليمارس أدواراً جديدة تقتصر على منح القيم واللمسات الجمالية للمكان الذي تم ركنه فيه، وليبقى رغم إحالته إلى خزانة التراث قائماً وحاضراً في ذاكرة ابناء حوران.
وللتعرف أكثر على هذه الأداة  الباحث والمهتم بالشؤون التراثية احمد محاميد يصف لنا "#المهباش" فيقول: المرحوم ادلا لنا بهذا التصريح قبل وفاته «يتألف المهباش من جزأين، الجزء الأول وهو عبارة عن جسم خشبي صلب اسطواني الشكل يصل ارتفاعه إلى 55 سم تقريباً، يوجد في قسمه العلوي فوهة دائرية يبلغ قطرها ما بين /8/ إلى /20/ سم، وأما الجزء الثاني "للمهباش" فهو عبارة عن يد خشبية طويلة لا يقل طولها عن المتر وقد تم تصميمها بشكل هندسي جميل بحيث تكون عريضة من الأسفل وذلك من أجل طحن حبات البن بسهولة، ورفيعة من الأعلى ويوجد في قسمها العلوي مكان مخصص لقبضة اليد وفي المراحل اللاحقة صار المهباش يزين بالمسامير ويرصع بالصدف ويمكن أن تضاف إليه حلقة نحاسية في أحد جوانبه تساعد في سهولة حمله».
وعن أهم المواد التي يصنع منها المهباش يقول: «يعد الخشب من أنسب وأفضل المواد التي يمكن أن يصنع منها "المهباش" ولابد أن يكون هذا الخشب من النوع الصلب كي يؤدي المهباش أدواره دون أن يتأثرأو يتعرض للكسر ولذلك يعد "المهباش" المصنوع من شجر "البطم" هو من أفضل الأنواع نظراً لصلابته الأمر الذي يمكنه من طحن حبات البن وهرسها بشكل جيد».
يحمل "المهباش" أسماء عديدة ومتنوعة وذلك لتنوع وتعدد المناطق والناس الذين يستعملونه وهنا يقول: «يحمل "المهباش" أسماء عديدة ومتنوعة وذلك لتنوع وتعدد المناطق والناس الذين يستعملونه ومن هذه الأسماء "الجرن" وهو الاسم المستخدم والمتداول للمهباش في منطقة حوران، ومن الأسماء أيضاً "النجر" و"الهاون" و"المدق" و"النقر"، ويبقى اسم "المهباش" هو الأشهر والمتداول بين الناس ولتسميته بهذا الاسم قصة مفادها "أن أحد زعماء العشائر في الزمان الماضي كان إذا أراد جمع أفراد عشيرته لأمر ما بعث إليهم خادمه واسمه "مهباش" للقيام بهذا المهمة وكان أن مات هذا الخادم فعين زعيم العشيرة أخاه للقيام بمهمة الخادم ولكنه لم يتمكن من ذلك، فأشاروا عليه أن يقوم بدق الجرن فيكون ذلك بمثابة الجرس يجتمع الناس عند سماعه وهذا ما كان وتخليداً لذكرى الخادم ومكافأة له على أدواره أصبح يطلق على الجرن اسم "مهباش"».

في رحلة الحصول على هذه القهوة تقوم مهمته على طحن حبات البن بعد أن يكون تم تحميصها بالنار وعن أدوار "المهباش" يحدثنا: «"للمهباش" دور مميز في الحصول على قهوة عربية مميزة النكهة، ففي رحلة الحصول على هذه القهوة تقوم مهمته على طحن حبات البن بعد أن يكون تم تحميصها بالنار، هذه المهمة أشبه ما تكون بطقس موسيقي رائع تعزف فيه أجمل الألحان وأعذبها بواسطة هذه الأداة، وبقدر براعة الشخص الذي "يدق" على "المهباش" تأتي الألحان عذبة ومما تطرب له النفس، وكثيراً ما ميزت الجمل الصوتية الصادرة عن المهباش الشخص الذي يصدرها فكان يقال حين تسمع هذه "دقة فلان" في إشارة إلى قدرته وبراعته، كما كانت الأصوات الصادرة عن "المهباش" تحمل في طياتها دلالات ومعانٍ كثيرة ولها علاقة بالكرم ومنها أنه إذا سمعها ضيف أو من انقطعت به السبل فإن ذلك دعوة للنزول بالبيت الذي تصدر عنه، كما أنها دعوة لأفراد العشيرة للسهر وتبادل الأحاديث في البيت الذي تسمع منه فكان يقال حين تسمع: "القهوة اليوم عند أبو فلان"».

التاريخ - 2021-11-09 2:11 PM المشاهدات 2718

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


كلمات مفتاحية: درعا،المهباش،القهوة