ضائعةٌأنا على شاطئ الخذلانِ، أحمل بعضاً من ذكرياتي وجزءاً من ذاتي، لا أرغبُ في البحثِ عن شيءٍ،
فأنا ممتنَّةٌ لضياعي فلولاهُ لما شعرتُ بالسَّكينةِ، لا أريدُ أن أتعمَّقَ في قاعِ الذَّاكرةِ فأنا أخافُ المجهولَ،
أريدُ أن ألملِمَ شتاتَ نفسي،
أريدُ أن أرتِّبَ بعثرةَ أيَّامي،
أحاولُ اللَّحاقَ بسنيني التّائهةِ ولكنْ لاجدوى من ذلك فهي هربتْ ولا أظنُّها تعود.
أيُّها الشَّاطِئ الكئيبُ، أيُّها البحرُ العميقُ، أصبحتُ غامضةً مثلكَ أُخبِّئُ الأسرارَ والأحزانَ ولا أخرجُها، أبتلعُ الهمومَ والدُّموعَ ولا أفيضُ بها.
أضعتُ نفسي في أعماقِكَ وأنا الآنَ لا أبحثُ عنها، ولكنّني أرغبُ في سماعِ صدى قوَّتي المتهالكةِ.
أشتاقُ لرؤيَةِ أيَّامي مرتبةٌ كأوراقِ روزنامةِ الحائط،ِ منظَّمةٌ كسيرِ عقاربِ السَّاعةِ.
أيُّها البحرُ نسيتُ أن أخبرَك بأنَني أحضرتُ معي صندوقاً لأحتفظَ بكنوزِك. الثَّمينةِ، أو بالأحرى كنوزي التي فقدتها في قاعك اللَّئيم الذي انتزع منّي القوّة والصَّبر وأبى أن يعيدَها إليّ.
أيُّها الشَّاطئ أرجوك أعدني إلى ذاتي فأنا أشتاقُها،
أعدْ لي كياني وأعدُكَ بالمحافظةِ عليه،
بدِّل لي ذاكرتي إن أردتَ، انتزع قلبي وضعفي إن شئتَ،
أنقذني من حطام الذَّاكرةِ، من دفاترٍ ممزقةٍ، من ذكريات مفترسةٍ تنهشُ الذّاكرة،
ولكن أعد إليّ ذاتي وكياني لأبدأَ من جديدٍ بعيدا عن ارتطامِ أمواجِك وتضاربِ مياهك .....
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا