أكد المشاركون في الاجتماع المشترك للهيئتين الوزاريتين التنسيقيتين السورية – الروسية حول عودة المهجرين السوريين، أمس، أن الدولة السورية عملت على توفير البيئة الداعمة لعودة اللاجئين السوريين وتأمين استقرارهم في مدنهم وقراهم، وتعمل جاهدة لتأمين متطلبات المواطن السوري الصامد في بلده وتشجيع المهجر على العودة إلى وطنه والاستقرار فيه، حيث تمت عودة مئات الآلاف من السوريين داخلياً وخارجياً بفضل التعاون الوثيق ومساندة الأصدقاء.
وشددوا على أن الشعب السوري يستحق احتراماً كبيراً ودعماً وسينتصر في نهاية المطاف مثلما انتصر في الحرب الإرهابية التي عانى منها كثيراً، وأن السياسة التي تنتهجها الدول الغربية ضد سورية والعقوبات غير الشرعية التي تفرضها تضيق الخناق عليها وتؤدي إلى تفاقم الوضع الاقتصاد.
وانطلق الاجتماع الذي عقد في قصر المؤتمرات بريف دمشق ويستمر يومين، بحضور وفد روسي كبير وممثلين عن منظمة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات الإنسانية الأخرى، وذلك ضمن برنامج أعمال الاجتماع السوري – الروسي المشترك لمتابعة أعمال المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين.
المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف,أكد أن سورية هي الحلقة والقاعدة الأهم فيما يتعلق بالأسرة العربية وأصبح من الواجب أن تعود إلى علاقاتها العربية الطبيعية وهذا الأمر يتطور، لافتاً إلى أن هناك مؤشرات حقيقية تجري نتيجة الجهد والعملية التي يجريها الجانب الروسي مع الحكومة السورية، وهذه المؤشرات تأتي من قبل دول جوار سورية مثل الأردن والإمارات والبحرين، مضيفاً: إنه وبشكل عام هناك ملاحظات أن هذه السياسة تعطي نتائج، قائلاً: «جميع محاولاتنا وحساباتنا في العملية التي تجري بالنسبة لسورية سوف تكمل طريقها وسوف تتوسع أكثر».
وأوضح، أنه في نهاية الأمر بإمكان السعودية أن تشترك في هذه العملية، مشيراً إلى أن العلاقات الدافئة لسورية مع جمهورية مصر العربية يمكن أن تتطور أيضاً.
وتابع: «إذا أخذنا بعين الاعتبار السعودية ومصر ودول الخليج، جميعهم يمكن أن يشكلوا روافع بما يتعلق بالاقتصاد السوري».
من جهته وفي تصريح مماثل : شدد وزير الإدارة المحلية والبيئة – رئيس الجانب السوري في الهيئتين الوزاريتين التنسيقيتين السورية – الروسية، حسين مخلوف، على أن الدولة السورية تعمل بكامل طاقتها لتأهيل البنى التحتية وإنعاش الاقتصاد وعوامل الاعتماد على الذات، مؤكداً أن لا كرامة إلا تحت سقف الوطن.
وفي كلمة له في الجلسة الافتتاحية، لفت مخلوف إلى أنه بفضل جهود الدولة السورية وبالتعاون الوثيق ومساندة الأصدقاء تمت عودة مئات الآلاف من السوريين داخلياً وخارجياً، مبيناً أنه تم العمل على توفير البيئة الداعمة لعودة اللاجئين السوريين وتأمين استقرارهم في مدنهم وقراهم بما في ذلك المتعلق منها بالتشريعات والقوانين ومراسيم العفو العام.
ولفت إلى مبادرة السيدة الأولى أسماء الأسد في تنظيم وتوحيد جهود الأعمال الخيرية قبل شهر رمضان الفائت الأمر الذي مكن من الوصول لثلاثة ملايين شخص من أكثر الفئات حاجة وضعفاً وتنفيذ برامج تنموية في مناطق مختلفة لتمكين أبناء الريف من امتلاك أدوات الإنتاج والعمل ومصادر الرزق وبذل جهود مجتمعية وأهلية ورسمية مكثفة لدعم جرحى الحرب والأطفال ذوي الإعاقات السمعية والبصرية وغيرها ورعايتهم.
وأوضح مخلوف، أنه يجري العمل في كل المناطق التي حررها الجيش العربي السوري على إعادة تأهيل البنى التحتية بكل أشكالها، منوهاً بدور الدول الصديقة وعلى رأسها الاتحاد الروسي في الدعم والمساندة بمختلف المجالات ومساعدتها له في مكافحة الإرهاب
بدوره وفي كلمة له في الجلسة الافتتاحية للاجتماع، أكد لافرنتييف أن الجهود المشتركة لسورية وروسيا أسهمت بعودة مئات آلاف المهجرين واللاجئين السوريين إلى وطنهم بعد أن هيأت الدولة السورية الظروف المناسبة لذلك، مشدداً على أن روسيا ستواصل تقديم المساعدة للشعب السوري بهدف تحسين الوضع الاقتصادي والإنساني، مشيراً إلى أن هناك الكثير من العمل الدؤوب في هذا المجال مستقبلاً.
من جهته وفي كلمة له بين رئيس مركز التنسيق الروسي – السوري لإعادة اللاجئين، العماد أول ميخائيل ميزنتسييف، أن السياسة التي تنتهجها الدول الغربية ضد سورية والعقوبات غير الشرعية التي تفرضها تضيق الخناق عليها وتؤدي إلى تفاقم الوضع الاقتصادي الصعب الناجم عن الحرب وتحرمها من التفاعل الطبيعي مع الاقتصادات الأخرى وإمكانية تحقيق الحياة الكريمة لشعبها بالتوازي مع حرمان هذا الشعب من الموارد الطبيعية والمحاصيل الزراعية في مناطق شمال شرق سورية.