شبكة سورية الحدث


عنوان جديد لامرأة من الياسمين..بقلم ياسمين مزهر

عنوان جديد لامرأة من الياسمين..بقلم ياسمين مزهر

سورية الحدث الإخبارية

ولدتُ بحبلٍ سريّ يلتفُ حولَ عنقي
خرجتُ من جوفِ أمي نصفُ ميته
عنيدةً كنتُ ، أرغبُ بخوضِ معركةِ الحياة 
أخيراً .. نجوتُ بصرخاتي ...

يومًا حاولتُ الإنتحار 
كنتُ أجبن من أن أفعلها 
عدم نجاحي تركَ ندبةً 
ضللتُ أخجل من نفسي 
أو لربما كان خجلي من الله 
" الإنتحار للشجعان ، ممتنه لجبني " ..

مرت أيامي باحثه عن حب الطفولة الأول 
ذكريات الدراسة و المقاعد الخشبية
و أقلام الرصاص ..
و رسائلٌ بريئة مكتوبة على خجل تناثرت بيننا
و حينَ عثرتُ عليه وقفتُ ساكنة 
ما كان الطفل الذي أبحث عنهُ 
كبرَ و غيرتهُ السنين 
أفلتهُ بإرادتي و لم أبحث عنه ثانيةً 

بدأت الكتابة بعمر الحادية عشر
كنت أنظر للسماء حينها
ببرائةٍ راحت أصابعي تخطُ على الأوراق 
منذ ذلك اليوم و أصابعي حبرٌ 
و الأيام صفحات ..

تعرضت للتنمر 
كنت ذات البشرة السوداء 
( السيدة شوكولاتة) 
و كنت الزرافة بينهم
سقطت الكلمات خنجراً في حنجرتي
ثم بصقتها و أكملت خطواتي متبخترة كالزرافة
ببشرة الشوكولاته تلك ..

كبرتُ بدونِ أحبالٍ صوتية 
وحدها الكتابة كانت صوتي و حنجرتي

عشتُ مراهقتي و شبابي أخاف الموت 
فكرة موتي بعمر مبكر وقفت بيني و بين أحلامي 
و اليوم يزورني الموت كل ليلة 
يمسح على جبيني  ، يؤجله لوقت أجهله 

في وقتٍ من الأوقات و لأسبابٍ ساذجة 
توقف عمري و كل الأشياء من حولي كانت تمضي
وحدي كنتُ أقف بدونِ حراك 
و اليوم نادمة عما أضعت من عمري 

تجاوز أول علاقة حب ناضجة أخذت مني الكثير 
و أعتطني  مادة دسمة للكتابة ..

عندما فشلت بالثانوية العامة 
شعرتُ بأن أحلامي تبعثرت 
لم أكن بعد معتادة على طعم الفشل 
أما الأن لا أرى جامعتي  مقياس نجاحي 

كُتِبَ لي أن أولد وحيدة 
عشتُ عمري أتحسس يداي كلما أحتجتُ يداً 
تمسكُ بي قبل سقوطي 
أضعُ رأسي على كتفي و أضمني 
أمسح على جبيني و وحدي أحتويني ..

بداياتي كانت مهمشة و مهشمة 
كانت ضحكات صديقاتي تعلو 
و بإستغراب " أنتِ .. مستحيل " 
ها أنا اليوم صنعتُ من ضحكاتهم طريق 
امرأة لعزيمتها سبعة أروح و ربما أكثر ..

عندما خذلتُ من صديقي لم أبكي 
ضحكت على جثثهم كمجنونة 
علمتُ يومها أنني نضجت 
لكنني لم أعد بعدها أثق بأحد ..

و اليوم يا عزيزي ...
ليس بالأمر السهل تجاوزك أعلم هذا
و لن يكون الأمر أصعب مما تجاوزت 
فتاة ٌ مثلي إحترقت 
و ما تبقى من فتيلتها أشعلتهُ لتنير ظلمتك
فأخذتَ نورها و رحلت 
أعتادُ الأن العيش بدون نور 
و بتُ أتكيف مع عتمتي ..

أرسم اليوم طريقي 
أحمل تعب السنين 
فشلي و نجاحاتي 
دمعي و فرحي 
بداية جديدة بعنوان جديد 
لإمرأة من الياسمين ..

لـ ياسمين مزهر

التاريخ - 2021-12-14 5:29 PM المشاهدات 2588

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا