شبكة سورية الحدث


رسالة مشرَّبة بالشوق من نتالي دليلة إلى هديل إبراهيم

رسالة مشرَّبة بالشوق من نتالي دليلة إلى هديل إبراهيم


سورية الحدث الإخبارية 

أكتبُ إليكِ في وقتٍ متأخّرٍ من الشّوقِ يا هديل!

لأبوحَ لكِ بأنّكِ مرآتي الرقيقة التي أرى فيها انعاكساً شفّافاً لجوهري المكنون!

كما لو كُنتِ بشراً لا يشبه البشر في كمالهِ، و حناناً اعتلى عرشَ الطمأنينة و نثرَ السّكينة و الرّاحة في جوانبِ روحي المتعطّشة لدفء عطائهِ

أكتبُ لكِ كما لو كنتِ نوراً صامداً في حلكة ليالي كانون و لربّما شمساً تُشرقُ في فجرِ آذار!

أكتبُ إليكِ يا هديل، و لستُ أدري أكنتُ أنا من يمسك القلمَ آخذاً بذمام الأمور أم كانت حروفهُ تبتلعني حنيناً لعينيكِ مجبرةً جوارحي علىالنزيف حبراً و الحروف شوقاً للقياكِ يا أنيسةَ الفؤاد في إطار رسالةٍ مبجّلة خُطَّتْ خصّيصاً لطهر مهجتكِ يا أميرة العطاء!

أسطركِ تعابيراً تلحّفت النّقاء ثوباً كما لو كنتِ كتاباً غيرَ مُعَنوَنٍ نسيتُ نفسي بين عظيم صفحاتهِ، و رحتُ أغوصُ غائرةً هائمةً بين فكرةٍ تصعدُجفني المشتاق و فصلٍ يخوض رموشي حرباً طويلةً بحثاً عنكِ يا أملاً يبقيني على قيدِ الحياة!

أيا حبيبةَ القلبِ هديل، ها أنا أشاهد جوارحي و هي  تنحني احتراماً لصدقِ نواياكِ يا بريئةَ الوجدان و طيّبة النّسب ، ها أنا أتأمّل أفكاري وهي تصفّقُ بأبلغ الكلمات و ترقص على ترانيم عذوبتك يا آلهة المحبّة غير المشروطة، أقلّهُ آلهة شُغافي و نبضَ الوتين!

ما أعظمكِ و أنتِ تتجسّدين تمثالاً من الكمال المقنَّع بالانتقاص ، رغم أنّك لا تمتّين للانتقاص بصلة!

و ما أسعدني وَ أنا أرقُد بسلامٍ تحت جناح حرفكِ الحنون يا إخلاصاً يتلطّخ بعظيم الإخلاص

و عطاءً لا يعرف للنهاية لوناً!

عزيزتي هديل، في عالم المبتدى و المنتهى سأبوحُ لكِ بأمرٍ آخر، لقد تعدّدتْ البدايات في سبيلي و النّتيجة واحدة : الحظّ حليف دربي فيحضرة وجودك!

يا خطاً موازياً ضربَ عَرض الحائط بالقوانين و التقى بخطّي في نقطة كبرى دون أن ينحرف عن مسارهِ المستقيم! فظللتِ توازي خطّي رغمتقاطعكِ معهُ في نقطةٍ شديدة الوضوح و البيان!

مراتٍ أشعر أنّكِ سيفي الوحيد و أنا غمدهُ..

و أشهركِ في كلّ معركة لأحارب بحنوِّ وجدانك و جبروت حبّك ما عصف في دربي من الأيّام!

سلاحي كنتِ و قلمي و جلّ صفحاتي ، يا نبضُ تكويني و هويّتي و قناعي و كلّ أجزائي

عزيزتي هديل..أحبّكِ حبّاً لم و لن يعرف نهاية حتى و إن كانت الأيّام تحولُ بيننا، لن يزيدكِ البُعدُ إلا قرباً، و لن تزيدكِ المسافاتُ إلّا حبّاً

يا بداية كلّ بداية و خاتمة كلّ خاتمة ، وحدكِ مِسكُ البقاء و بكِ يحلو اللّقاء و فيكِ ترتقي روحي إلى غيمِ السّماء.

- بقلم نتالي دليلة إلى هديل إبراهيم -

التاريخ - 2021-12-15 11:08 PM المشاهدات 2641

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا