شبكة سورية الحدث


انتقام مشروع..بقلم يارا خليل

انتقام مشروع..بقلم يارا خليل

سورية الحدث الثقافية

~انتقامٌ مشرُوعْ !!

قلبي أرضٌ قاحِلة 
أصابتها لعنةُ عشقٍ جائرْ 
بيديَّ قطفتُ ورودَها.. و وهبتُها لبائعِ وردٍ عابرْ
يدينُ لي بما ضاعَ من العُمرٍ 
و ببراءَةِ حبّيَ الأول.. 
و روحٍ جمعتها من بقايا عطايا الزّاهدين 
مَن بعثروا أجزاءَ أرواحهم في الخلاء،
ليلتقطها أحدُ المتشبّثين بالحياة.. 
و ما كانَ منّي _إثرَ سلبهِ روحي الأولى_
 إلّا سرقتها بعدَ بحثٍ مطوّلٍ عن سبيلٍ للنّجاة..
لأبقى معهُ..
و لكنّه كعادته يستكثرُ عليّ الحياة..
بيدينِ فاقدتيّ الحياءْ، 
لمْ يتوانَ لحظةً عن سرقتي منّي أمامَ عينيَّ بلا تكلُّفٍ بالرّجاء
ففي قانونِ حُبّي..
يَحُلُّ لهُ بعد تحكيمِ ضميرهِ شبهِ المعدوم
أنْ يأخذ ممّا أبقى بإرادته ما يشاءْ!
فبعد كلّ خساراتي ما كنتُ أنوي الكَفّ عن العطاءْ
و بعدَ تقبّلي لواقعِ الموتِ ضحيّةَ عشقٍ
ما كانَ من الحياةِ إلّا أن تستكثرَ عليّ الموتْ
و تعطيني من اللّاشيء سبيلاً للبقاءْ
فكانَ لحكمتها أن تمنحني استثناءْ
لأبقى على قيدِها.. 
بجسدٍ بلا روح، 
و بقلبٍ يسترقُ من السّراب واحةَ ماءْ
علّ عابراً جديداً يغريهِ انتظارٌ للفَناءِ في صحرائه الجّرداءْ! 
يمنحني جرعةَ حُبٍّ فقدتُه.. 
و يزرعُ من الوَهمِ وُرودَاً تتفتّحُ في ربوعهِ
يرويها عبثاً.. 
و بعدها يموتُ في جوفي عطشاً
مقدّماً روحه هديّة عشقٍ.. ليكونَ هذه المرّة هو الضّحيّة
بعدما شاءَت العدالةُ الإلهيّةَ أن تنصفني 
دونَ ظلمه.. 
فما ضحيّتي إلا قاتِلٌ وديعٌ 
يحملُ في عُنقِه المخادِع أرواحَ ضحاياه..
و الآنَ بقدميه قد جاءَ، 
ليتلقّى الطّعنةَ في ذاتِ العُنُقْ، 
و ليردَّ جزءَاً من دينِ سابقهِ
من أشباهِ الرّجالْ.

#يارا_خليل 

التاريخ - 2021-12-17 11:40 PM المشاهدات 2945

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا